للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان يسكن البيت الذي يقع هذا الحانوت في مدخله وقد تم هدم البيت مع كافة البيوت التي حوله وأدخل في التوسعة الأولى للمسجد الحرام، وقد توثقت صلتي بالمرحوم الشيخ محمد جعفر لبني منذ أن عرفته في مكة في أوائل عام ١٣٥٦ هـ واستمرت صلتي به إلى أن توفاه الله تعالى في ٧ رجب سنة ١٣٧٠ هـ حسبما سيرد في ترجمته بعد، عرفت الشيخ محمد لبني خلال هذه السنوات فوجدت فيه رجلا وقف نفسه في خدمة الناس وخاصة الأرامل والضعيفات والفقراء من الناس فكان يتولى قضاياهم والدفاع عنهم دون مقابل وقد أصبح بهذا مقصدا لأصحاب الحاجات من الناس وخاصة من النساء الضعيفات والمغلوبات على أمرهن فكان يتولى شؤونهن في المحاكم والدوائر الرسمية كما كان يتولى الإصلاح بين الناس وخاصة حينما يقع الخلاف بين زوجين أو أخوين أو أبناء عمومة وكان الرجل يتمتع بحب الناس لما يبذله في خدمتهم من وقته وجهده وأستطيع أن أقول إني على قدر ما عرفت الشيخ محمد لبني لم أره مشغولا بأموره الخاصة بقدر ما هو مشغول بشؤون الناس ولعله لم يكن يجد أي وقت للاهتمام بعمله الخاص فقد كان له حانوت لبيع الكتب كما ذكرت ولكني لم أشهده مرة واحده يبيع كتابا أو يتحدث عن بيع أو شراء الكتب ولكني كنت أرى هذه المكتبة مملوءة بأصحاب القضايا من الأصدقاء والفقراء من النساء والرجال في جميع الأوقات وخاصة في أصيل كل يوم وما بين المغرب والعشاء، وكان الرجل معروفا بتفرغه للخدمة العامة وبالتفاني فيها فكان الحكام ورؤساء الدوائر يوسعون من صدورهم له ويكرمون وساطته وكان بهذا يقضي حوائج الناس التي لم يكن ينقطع لها مدد وكان جلالة المغفور له الملك فيصل يعرف فيه هذه السجايا فكانت وساطته لدى جلالته منذ أن كان نائبا لجلالة الملك في مكة تحظى بالقبول.

حدثني رحمه الله قال حبس جار لي فذهبت إلى سمو الأمير وكان وقتها جلالة الملك فيصل نائبا عاما للملك في مكة - فشرحت القضية لسموه فوافق

<<  <  ج: ص:  >  >>