رحمه الله على إطلاق سراحه وكان في مجلس سموه أحد الأمراء فسألني ما هي صلتك بالرجل أهو قريب لك قلت كلا ولكنه جار لي في المنزل، ومرت شهور وذهبت إلى سموه أرجوه في قضية مشابهة وكانت تخص إحدى جاراتي وتفضل سموه فأصدر أمره بشأنها وكان نفس الأمير حاضرا في المجلس فسألني وما هي قرابة هذه المرأة لك قلت أنها جارتى قال ألا ليتني جار لك! هكذا كان الشيخ محمد جعفر لبني رجلا شهما يبذل جاهه في خدمة الناس ومعونتهم وهكذا كان الحكام والعظماء يستجيبون له لثقتهم بإخلاصه وحبه للنفع العام.
وخلال عام ١٣٦٤ هـ سافر الشيخ محمد لبني مع أسرته إلى مصر لتطبيب والدته هناك وكنت إذ ذاك أقيم بالقاهرة لغرض مماثل فرأيت الرجل وقد أنفق أغلب ما حمله من مال في مساعدة الكثيرين ممن يعرف ممن كانوا يزورون القاهرة في تلك الأيام ولم يكن الشيخ محمد جعفر لبني من أصحاب الأموال ولكنه كان كريما لا يبخل بما يصل إلى يديه وكان يتوسط للكثيرين من أصحاب الحاجات لدى أصدقائه من أصحاب المال والنفوذ فكانوا يستجيبون لطلبه لما يعرفونه من حبه لخير الناس ونفعهم، وحينا كنت أعمل مديرا لمكتب المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان كانت طلبات الشيخ محمد جعفر لبني لمساعدة الناس وخاصة - الشناقطة الموريتانيين الآن - تتوالى بطلبات الإركاب لهم من المدينة إلى مكة المكرمة ومن مكة إلى المدينة وكانت للكثير منهم صلة حسنة بالشيخ محمد جعفر لبني رحمه الله.
وقد عمل الشيخ محمد جعفر لبني في آخر حياته في تجارة الأرزاق وافتتح دكانا بمدينة الطائف في موسم الصيف لتوزيع الأرزاق ولكن الزمن لم يطل بهذا العمل، فإن الشيخ محمد لبني لم يكن متهيئا للتجارة وشؤون المال، وإنما كان