للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نعود الآن بعد هذا الاستطراد عن قصر نصيف إلى إكمال ما بدأناه من حديث عن الشيخ محمد نصيف ففى هذا القصر المجيد وفى ظل جده الكبير نشأ محمد نصيف وتربى وتعلم على أيدى خيرة العلماء في زمانه وكان القصر منتدى لكل من تضمهم مدينة جدة من علماء ورجال سياسة فلم يكن يفد إلى جدة عضو في سفارة عربية أو إسلامية إلا كانت زيارة قصر نصيف والاجتماع إلى الشيخ محمد نصيف من أوائل الأعمال التي يقوم بها بعد وصوله إلى المدينة، وكان الشيخ محمد نصيف يقضى سحابة نهاره وصدرا من الليل في الدور الأرضى من القصر الذى كانت المكتبة تحتل أجزاء كثيرة منه وكان يتناول الوجبات الثلاث في غرفة المائدة في هذا الدور مع أولاده ومن يضمهم القصر من الضيوف والأصدقاء وكانت هناك مضيفة ملحقة بالقصر لاستقبال الضيوف بصورة دائمة طوال العام وخاصة في موسم الحج ولعلى لا أفشى سرا إذا قلت أن واردات الشيخ محمد نصيف من العقار الكثير الذى ورثه عن جده الأفندى عمر نصيف لم تكن تكفى دائما لمقابلة المصاريف الضخمة التي كان ينفقها في إبقاء قصره مفتوحا للضيافة طوال العام وقد علمت بحكم صلة القرابة التي تربط أسرتنا به أنه كان يبيع في بعض الأعوام بعضا من عقاره لسدِّ هذه النفقات الطائلة التي كان يتكلفها كل عام، وخلال الخمسينات من هذا القرن وحين اشتداد الأزمة الاقتصادية العالمية وهبوط قيمة العقار كان واضحا أن الشيخ محمد نصيف أخذ يعانى من هذه الأزمة وما أن علم جلالة المغفور له الملك عبد العزيز بذلك حتى أصدر أمرا بصرف قاعدة سنوية له كل عام وكان الشيخ إبراهيم بن معمر قائم مقام جدة في ذلك الوقت هو الذى كتب لجلالة الغفور له الملك عبد العزيز ودون علم الشيخ محمد نصيف بذلك ولا شك إن الشيخ محمد نصيف كان من أحق الناس بعطف جلالة الملك عبد العزيز ومعونته فقد كان معروفا بعقيدته

<<  <  ج: ص:  >  >>