ذاك - جلالة الملك فيصل الأول فما بعد - تتولى الإشراف على الداخلية والأمن العام والمعارف ومجلس الشورى وهيئات الأمر بالمعروف والمحاكم الشرعية والبلديات. وهكذا وجد الشيخ محمد سرور في وزارة المالية المجال الرحب لإظهار مواهبه وقدراته فكان في ذلك العهد ولسنوات طويلة من أكبر الرجال تأثيرا وأعظمهم نفوذا فقد كان يستمد سلطاته القوية من أقوى رجل في الدولة بعد ولى العهد والنائب العام، وقد استطاع الشيخ محمد سرور أن يحسن العمل في وزارة المالية فالتحق بها في عهده صفوة المثقفين إذ ذاك فتحسنت لغة الكتابة في الدواوين بعد أن عمل فيها أدباء معروفون كالأساتذة عبد الوهاب آشى ومحمد حسن فقى ومحمد حسن كتبى وأحمد قنديل وكلهم كتاب وشعراء بارزون وكانوا جميعا يعملون بالتدريس في مدارس الفلاح بمكة وجدة وبالمدارس الحكومية وكلهم تولى رئاسة تحرير صوت الحجاز في وقت من الأوقات وللشيخ محمد سرور مأثرة أدبيه كبرى ينفرد بها حين يكتب التاريخ الأدبى للحجاز فقد كان أول من اصدر "كتاب أدب الحجاز وكتاب المعرض"، وكتاب "خواطر مصرحة" للأستاذ محمد حسن عواد، وكتاب أدب الحجاز بالذات كان أول مؤلف يضم شعر أدباء الحجاز في الأربعينات من هذا القرن الهجرى كما كان أول صوت يسمع في داخل المملكة وخارجها عن الأدب والأدباء وقد جاء هذا الكتاب بعد فترة من الركود والخمول منذ أواخر العهد التركى وخلال العهد الهاشمى فكان ظهور أدب الحجاز بشيرا بفجر النهضة الأدبية في الحجاز وهو على صغر حجمه لم يكن إلا تعبيرا شديد الاختصار عن ولادة الأدب الحديث في هذه البلاد ولكن هذا التعبير جاء في وقته فكان له صدى قوى في داخل البلاد وبشارة حسنة لمن يترقبون الأحداث الأدبية في خارجها، وكتاب أدب الحجاز هو كتاب شعرى بينما أن كتاب المعرض هو كتاب نثرى فإذا كان الأول يعبر عن الشعر الحديث إذ ذاك في الحجاز فإن