كتاب العرض هو تعبير عن لغة الكتابة في ذاك العهد، أما كتاب "خواطر مصرحة" فهو من تأليف الأستاذ محمد حسن عواد وقد أحدث في حينه ضجة واسعة، ومهما كان الرأى فيه فلقد كان حدثا قويا وجريئا في حينه، وللشيخ محمد سرور إلى جانب هذه المأثرة الأدبية الأولى مآثر كثيرة فقد طبع ونشر على نفقته كتبا كثيرة جليلة منها كتاب تفسير معانى كلمات القرآن للشيخ محمد حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية وكتاب العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين للفاسي (١) وغيرها من الكتب المفيده الجليلة وكانت هذه الكتب تطبع وتوزع على نفقته بغير مقابل جزاه الله خير الجزاء، كما أن الشيخ محمد سرور كان مؤسس ورئيس الشركة العربية للطبع والنشر التي اشترت جريدة ومطبعة صوت الحجاز من صاحبها المرحوم الشيخ محمد صالح نصيف وقد كان الشيخ محمد صالح نصيف من أوائل السباقين إلى نشر الصحف فقد كان يصدر جريدة بريد الحجاز في جدة في أواخر العهد الهاشمى ثم أصدر جريدة صوت الحجاز بمكة في الخمسينات من هذا القرن الهجرى وكانت جريدة صوت الحجاز أول جريدة وطنية في الملكة بعد جريدة أم القرى الرسمية وكانت في حينها حدثا عظيما لأنها كانت مجالا لآراء الكتاب والمفكرين من الرعيل الأول وكانت محل اهتمام كبير على جميع المستويات وهي تصدر الآن باسم جريدة البلاد، نعود بعد هذا الاستطراد لنواصل الحديث عن المرحوم الشيخ محمد سرور بعد توليه منصب مدير عام وزارة المالية، وقد كانت هذه الوزارة كما أسلفنا في ذلك العهد قطب الأعمال ومركز الآمال فالتجار كل التجار يتعاملون معها، إذ كانت تتولى كافة سؤون الدولة المالية والإنشائية والصناعية، وكانت الوظائف مرتبطة بها والصرف والقبض من أهم اختصاصاتها
(١) وكتاب الصحاح للجوهرى بتحقيق الأساتذة أحمد عبد الغفور عطار وعبد السلام هارون وكتاب جواهر العقود ومدارج السالكين وشذرات البلاتين وكتاب الإنصاف في الفقه وهو في أحد عشر مجلدا وديوان شاعر العرب الكبير فؤاد الخطيب.