للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهذا أصبح الشيخ محمد سرور مقصدا للناس يقصدون إليه في قضاء أمورهم فلم يكن يخيب لهم أملا ولا يرد لهم مطلبا ما وسعه ذلك ولهذا كان يجلس إلى الناس بعد عصر كل يوم يستقبلهم ويستمع إليهم ويحاول قضاء مطلبهم، وكان هذا المجلس يمتد حتى صدر الليل، ولم يكن يعتريه سأم أو برم فقد وهبه الله نفسا سمحة وخلقا كريما فكان يهب من يهب ويقرض من يقرض ويعين من يعين كل هذا في صمت عجيب وتواضع جم ولقد عملت إلى جانبه تسع سنوات رأيت فيها العجب من إحسانه وحلمه وكثيرا ما أنقذ تجارة منهارة أو قضى دين كريم وكثيرا ما أقال العثرات وكان يعطى عطاء من لا يخشى الفقر وكثيرا ما أشفقت عليه مما أرى فكنت ألفت نظره بلطف إلى ما يفعل ولكن أنَّى للسيل العارم أن يرتد فقد جبله الله على الكرم والسخاء.

وكانت للشيخ محمد سرور مطامح اقتصادية واسعه فكان أول رئيس للعديد من المؤسسات والشركات الوطنية مثل مشروع القرش، الشركة العربية للتوفير والاقتصاد، الشركة العربية للصادرات، الشركة العربية للطبع والنشر، الشركة العربيه للسيارات، شركة ملح وكهرباء جيزان، شركة الزهراء للعمارة، شركة مصحف مكة، وللأسف فإنه لم يبق من هذه الشركات جميعا سوى الشركة العربية للسيارات وشركة مصحف مكة، أما الشركات الاخرى فقد انتهت تماما ولعل الشيخ محمد سرور كان يتخذ من زعيم مصر الاقتصادى المرحوم طلعت حرب مثالا يحتذى في تأسيس هذه الشركات، والواقع أن البعض من هذه الشركات تعرض للصعوبات والمتاعب والبعض كانت تنقصه المهارة الإِدارية والخبرة والكل كان في حاجة إلى التطوير والتمشى مع متغيرات العصر، ولعله مما يؤخذ على الشيخ محمد سرور أنه لم يكن يشرك الجمعيات العموميه للشركات في دراسة ما تتعرض له هذه الشركات من مشاكل لتكون القرارات المتخذة قرارات جماعية وليكون المساهمون على علم بتطورات الأمور في شركاتهم وهكذا انتهت هذه الشركات إلى الانقراض والفناء.

<<  <  ج: ص:  >  >>