الإنفاق الضخم الذى صاحب بداية عهد الملك سعود في ولاية الشيخ محمد سرور لوزارة المالية سببا في الأزمة المالية التي حدثت في ذلك الوقت، وارتفاع أسعار العملات الأجنبية مع أن تسعين في المائة من واردات الدولة كان من العملات الأجنبية ولم يتمكن الشيخ محمد سرور من معالجة الوضع لأن العلاج كان يقضى حزما وسيطرة كاملتين على النفقات وخاصة فما يتعلق بالعملات الأجنبية وهذا هو الذى قام به جلالة المغفور له الملك فيصل شخصيا فما هو إلا عام أو بعض عام حتى استقرت الأمور وتحدد الصرف وتوازنت الميزانية، وكان الشيخ محمد سرور إذ ذاك قد سافر إلى أوربا في رحلة للعلاج ولكنه أقيل من منصبه قبل عودته إلى الملكة بسبب هذه الأحدات وبقى الشيخ محمد سرور في مصر فترة طويلة من الزمن حتى استدعاه جلالة الغفور له الملك فيصل للعودة إلى البلاد.
وخلال إقامة الشيخ محمد سرور في القاهرة كانت داره مفتوحة للناس ويده مبسوطه إليهم بالإنفاق الكثير فكان يبعث المرضى على نفقته إلى المستشفيات ويعين العائلات الكثيرة المهاجرة في مصر ممن يحتاجون إلى العون، وقد شمل كرمه الكثير من أحرار العرب المقيمين بالقاهرة وبيروت والذين شردتهم الأحداث السياسية عن بلادهم وهكذا كان المرحوم الشيخ محمد سرور كالغيث يعم نفعه أينما حل ويصل خيره إلى الكثيرين في صمت وتواضع وحياء.
وبعد عودة الشيخ محمد سرور الصبان أسندت إليه الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي حين تأسيسها فكانت ولايته لها خير استهلال للأمانة الوليدة وبمهارته وحذقه استطاع أن يخلق من الرابطة على قلة مواردها إذ ذاك كيانا كبيرا ضخما، وقد ساعد تأييد جلالة المغفور له الملك فيصل للرابطة على إنجاحها، كما ساعدت علاقات الشيخ محمد سرور الصبان الكبيرة والمتشعبة بالكثيرين من رجالات العالم الإِسلامى على ترسيخ قواعد الرابطة وامتداد تأثيرها وللتاريخ