الصبان من أكبر تجار الجلود في مكة وجدة وقد أدركتهم وهم مجمعون جلود الذبائح ويدبغونها دباغة ابتدائية ثم يصدرونها للبيع في أسواق عدن، وكان لهم بيت كبير في مكة وآخر في القنفذة وكان الحاج سرور الصبان والد معالى الشيخ محمد سرور الصبان رحمهم الله يدير بيتهم التجارى في القنفذة ثم في جدة وحينما باع ابن الصبان الكبير هذا المنزل في جدة استعاده الحاج سرور لملكية أبناء الصبان ولكنهم باعوه مرة أخرى إلى آل عاشور وهذا البيت لا يزال موجودا وقد باعه ورثة عاشور إلى أحد قدماء التجار الهنود في جدة ولا يزال البيت يعتبر من أجمل البيوت التي تمثل فن البناء القديم محتفظا بجماله وهندسته وقوته كأجمل ما يكون عليه البناء مع أنه مضى عليه ما يقرب من ثلاثة أرباع القرن أو أكثر، نعود بعد هذا الاستطراد إلى الشيخ محمد صالح أبو زنادة لنقول أنه عمل في مطلع حياته كاتبا في بيت آل عاشور التجارى ثم انتقل للعمل في بيت الشيخ إبراهيم الفضل في جدة ثم انتدب للعمل في مدينة بومباى وكان للشيخ إبراهيم الفضل بيت نجارى كبير في جدة وآخر في مدينة بومباى وكان أحد كبار التجار العرب في الهند، وكان يعمل في نجارة اللؤلؤ كما علمت من ابن شقيقته وزوج ابنته المرحوم الشيخ إبراهيم السليمان بن عقيل السفير السعودى الأسبق في القاهرة، ثم عاد إلى جدة بعد ذلك مع بداية تأسيس أول شركة للسيارات في العهد السعودى فعين مديرا لها بجدة وكان الشيخ محمد صالح قد افتتح كذاك عمله التجارى الخاص إلى جانب عمله في إدارة الشركة السعودية للسيارات وكان يعمل في استيراد الأرزاق كالدخن والشعير من موانئ جيزان والقنفذة وموانئ اليمن الأخرى، ولم تستمر الشركة السعودية للسيارات وقتا طويلا بعد تعرضها للمشاكل الكثيرة فانحلت ولكن الشيخ محمد صالح أبو زنادة أنشأ لنفسه شركة خاصة للسيارات وأطلق عليها اسم شركة (قاصد كريم) ثم أصبح عضوا في نقابة السيارات الأولى