للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلها في الهند وأوربا، ولقد عرفت الشيخ محمد صالح جمجوم وكيلا لمدارس الفلاح بعد وفاة أخيه الشيخ عبد الرؤوف وأنا تلميذ صغير بها وكان يحضر إلى المدرسة في كثير من الأوقات ويلجأ إليه مديرها وأساتذتها بل وطلابها في كل ما يعرض لهم من أمور، وإذا عرفنا المهام التي كان يتولاها الشيخ محمد صالح جمجوم إلى جانب وكالته للفلاح أدركنا بعض جوانب العظمة فيه فلقد كان عميد بيت الجمجوم التجارى وهو من أبرز البيوتات التجارية في جدة آنذاك، كان له فرع في الهند يتولاه أخوه الشيخ محمد عبد العزيز جمجوم، وكالت الهند آنذاك هي مصدر التجارة للجزيرة العربية كلها، وكان إلى جانب هذا وذاك مديرا لأوقاف جدة وهو منصب شرفى أسنده إليه جلالة المرحوم الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، وكان إلى جانب كل هذا من زعماء البلاد المحبوبين فلقد تطوع من تلقاء نفسه بتيسير العمل لكل راغب فيه وذاك بتقديم كفالته الشخصية للدوائر الحكومية للرجال والشبان الذين تتطلب وظائفهم كفالة مالية لدى الدوائر الحكومية كأمناء الخزانة والمستودعات وغيرهم ممن يشترط توفر الكفالة المالية في قبولهم للوظائف، بل تعدت هذه الكفالة الوظائف فأصبحت مبذولة لكل من يطلبها دون تمييز وكثيرا ما قام بكفالة المسجونين لإِطلاقهم من السجون وكذلك المسافرين سواء عرفهم أو لم يعرفهم، وقد رأيت الرجل كما رآه غيرى من معاصريه يوقع الكفالات وهو يسير في الشارع دون أن ينظر إليها أو يعرف أصحابها وأسبابها فكان كل من يلجأ إليه يجد طلبته دون تردد أو امتعاض، فلقد كان رجلا كبير القلب يسع الناس جميعا بمحبته وعونه ولقد جنت عليه هذه الطيبة فيما بعد إذ أخل بها بعض المكفولين في مبلغ ضخم في ذلك الوقت وألزم المرحوم الشيخ محمد صالح جمجوم بدفعه ولم يكن قادرا على ذلك فخير بين الدفع أو السجن ولما لم يكن قادرا على الدفع فقد قبل راضيا بالسجن الذى تم في غرفة خاصة بإدارة شرطة

<<  <  ج: ص:  >  >>