مد الله في عمر مؤسس الفلاح فلقد كان وما يزال بأخلاقه العالية وعصاميته الفذة وغيرته العظيمة مدرسة كبرى تبنى الرجال - (هذا ما نقلته من كتابى حبات من عنقود مما سبق نشره قبل سنوات في جريدة البلاد وهو مثل من أمثلة كثيرة تدل على أن محمد على زينل لا يقبل تبرعا من أى جهة كانت لمشاريعه العظيمة التي أسسها وحينما عجز هو عن الإنفاق على الفلاح لم يلجأ إلى جمع التبرعات وإنما ترك المدارس وديعة في يد الأمة كلها تحتضنها دون أن يتدخل في الأمر بصورة من الصُور وهو تصرف يدل على نفس عظيمة كريمة أبيَّة.
ولقد استطاع الرجل العظيم بمرور الزمن أن يتغلب على الأزمة العظيمة التي تعرض لها وأخذ يعمل في تجارة المجوهرات في نطاق محدود، وحيما علت سِنُّه أخذ يفكر في العودة إلى وطنه والاستقرار في الحجاز حيث تقيم أسرته الكبيرة وأحبابه الكثيرون، وكنت أراه في كل مرة يقدم فيها إلى الحجاز فأسأله عن موعد هذه العودة المرتقبة فيقول باق لى بالهند سنتان سنة تخليه وسنة تحليه، والذى ظهر لى أن ارتباطاته الكثيرة في الهند بعد أن قضى معظم عمره هناك لم تكن تسمح له بتركها. وقد علمت من شقيقته السيدة عائشة زينل التي زارته في السنوات الأخيرة من حياته أن بيته هناك كان مفتوحا للناس وخاصة للسيدات اللاتى لا عائل لهن، كما علمت أنه كان يساعد الحركات الإسلامية من ماله في صمت ما وسعه ذلك، وتعرض في أواخر حياته لمرض خطير سافر من أجله لال زينل بعد أن استقدموا له طبيبا من انجلترا لإِجراء جراحة عاجلة كللت بالنجاح ولم تمض فترة من الزمن بعد ذلك إلا وقد أدركته المنية في مدينة بومباى، وما أن علم جلالة المغفور له الملك فيصل بالأمر حتى أمر بإرسال طائرة خاصة لنقل جثمانه إلى الحجاز ولكن الحاج محمد على رحمه الله أوصى أن يدفن حيث يقبض