قائلا: أن أفكارى في الواقع تتلاقى معكم، وإننى هنا على اتصال بمالك الدار في هذا الشأن وأن لدى مبلغا أحضرته من الهند لهذه الغاية، هذا ولم أر في حياتى رجلا ساحر الحديث كالحاج محمد على زينل "مد الله في عمره" هذه الحلقة نشرت قبل وفاته رحمه الله، لم أجتمع إليه مرة إلا وانطوى الوقت وهو يتحدث وأنا أستمع، فلا نشعر بمرور الزمن ولا انقضاء الساعات، وظل يومها يتحدث عن مدارس الفلاح وكيف أنشأها وهو موظف في بيت أبيه بمرتب عشر روبيات في الشهر الواحد، وكيف كان وصحبه يأخذون التلاميذ من بيوت آبائهم بعد الغروب إلى المدرسة ثم يعيدونهم إلى دورهم في صدر الليل لأن الدراسة كانت في السر بعيدا عن أعين الدولة التركية ورقابتها، وكيف سافر إلى الهند طلبا لتدبير المال لهذه المدارس وكيف تبرعت زوجه بحليها لتساهم في شراء مدرسة الفلاح بجدة حينما عرضت للبيع ولم يكن يملك مالا لشرائها، واستمر يتحدث ونحن نستمع إليه مأخوذين ولم نشعر إلا وقد أذن للعصر ولم نتناول غداء ولم نفكر في راحة وانتبه الرجل العظيم فقال لقد أضعت عليكم وقتا كبيرا ولكنى سأجتمع إليكم مرة أخرى، قلت: ولكنى لم أسمع جوابا منك على اقتراحنا، أن الشيخ محمد سرور ينتظر موافقتك لنبدأ الخطوات الأولى للمشروع، قال: لا تفعلوا شيئا حتى أخبركم، وأردف سأتقابل مع الشيخ محمد سرور ثم اجتمع إليكم مرة أخرى، وانتظرنا وطال انتظارنا، وكلما قدم لزيارة الشيخ محمد سرور تعرَّضت له مذكِّرا فيعدنى بأنه سيخبر الشيخ محمد سرور بما يستقر عليه رأيه، وأخيرا سافر إلى جدة ومنها إلى الهند وسألت الشيخ محمد سرور ألم تتلق شيئا من الحاج محمد على؟ فقال في هدو كلا: ثم ابتسم وقال: أنك لا تعرف الحاج محمد على إنه لا يقبل تبرَّعا من أحد قلت: حتى ولا من أبناء الفلاح؟ قال لقد