للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالطالب الذى يسقط في سنة من السنوات ولا ينجح في الملحق لا بقاء له بين صفوف طلاب الثغر وإنما ينتقل إلى مدرسة أخرى، والدراسة في المدرسة علمية في مرحلة التوجيهية فالطالب الذى لا يتفوق في المواد العلمية أو الذى لا يميل إليها لا بقاء له في المدرسة ولو كان متفوقا في المواد الأدبية ولن يشفع له قط أن يكون ابن أمير أو كبير ولن يشفع له كذلك أن يكون أبوه صديقا حميما لمحمد فدا بالذات، ولعله كان أشد ما يكون صرامة مع الطلاب من أبناء أصدقائه وذوى قرباه وعلامات الطالب تراقب في الاختبارات الشهرية وترسل نتائجها إلى آباء الطلاب وكنا نترقب هذه العلامات في كل شهر بقلوب واجفة خشية أن يكون أحد الأبناء مقصرا في بعض الدروس والويل لمن تأتى الشهادة الشهرية وفيها علامة حمراء فمعنى هذا أن الخطر على الأبواب.

وتحل المصيبة العظمى إذا أساء الطلاب أحدهم أو بعضهم سلوكه في المدرسة ولم يعترفوا بما اقترفوا ويدلوا على الفاعل هنالك ينتقل الأمر إلى آباء الطلاب وأولياء أمورهم وهناك ترسل الخطابات إلى هؤلاء الآباء بطلب الحضور وكنا نعرف أن المقابلة ستكون عاصفة وإننا لا نملك فيها الا التسليم بما يرتئيه الأستاذ فدا، وبهذه الوسائل كان البيت مرتبطا بالمدرسة أشد ارتباط وكان الآباء والأمهات على علم تام بأحوال أبنائهم الدراسية بل وبسلوكهم وأخلاقياتهم، وهكذا كان الأستاذ محمد فدا شخصية يحسب حسابها الجميع ويحبها الجميع أشد الحب، لأنهم يضعون بين يديه مستقبل أبنائهم ويعرفون أن هؤلاء الأبناء في يد أمينة كريمة.

ولتكتمل الصورة لدى القارئ عن هذه المدرسة أو المؤسسة العظيمة (مدارس الثغر النموذجية) لا بد أن نذكر أن المدرسة تضم قسما داخليا تهيئ

<<  <  ج: ص:  >  >>