للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحصل الشيخ أحمد القارى على أجازة التدريس بالمسجد الحرام بتفوق عظيم وقد وصف العلامة الشيخ حسن المشاط الكيفية التي تم بها اختيار الشيخ أحمد القارى فقال:

كانت هيئة الامتحان مكونة من أربعة علماء يطرح كل واحد منهم سؤاله في مختلف العلوم ويناقشون المتقدم مناقشة قوية مفحمة قَلَّ من يستطيع النجاح فيها، وكان الأمر بالنسبة للشيخ أحمد القاري إنه إذا طرح عليه السؤال يسهب في الإجَابة بطريقة تحليلية عجيبة فإذا ما أراد احد العلماء الممتحنين مقاطعته قال له به - على رسلك فالكلام إلى نهايته - واستطاع بأسلوبه وقوة عارضته وعلمه الغزير أن يمتلك إعجاب الممتحنين والحاضرين، وعلى أثر ذلك إستحق بجدارة أن يكون من مدرسي المسجد الحرام (١).

وهكذا أثمر هذا النبوغ المبكر ثمرته فاقتعد أستاذنا الشيخ أحمد القاري مقعده في رحاب المسجد الحرام في حصوة باب إبراهيم في هذه السن المبكرة وكان الطلاب الذين يجلسون بين يديه يكبرونه سنا، ويكبرهم هو مقاما وعلما.

تقلد الشيخ أحمد القارى وظائف علمية كثيرة إلى جانب استمراره في التدريس في المسجد الحرام والمدرسة الصوليتة في عام ١٣٣٤ هـ.

وفى عام ١٣٣٦ هـ انتخب معاونا لأمين الفتوى بمكة المكرمة.

وفى عام ١٣٣٩ هـ عين عضوا بهيئة التدقيقات الشرعية إلى جانب عمله السابق. وانتقل إلى جدة في عام ١٣٤٥ هـ ليتولى القضاء بها، في أوائل العهد السعودى.

كما تولى التدريس والدعوة والإمامة بمسجد عكاش بجدة وفى هذه الفترة عين مدرسا بمدرسة الفلاح بجده للعلوم الدينية حيث اتصلت أسباب كاتب هذه السطور به أستاذا بالمدرسة المذكورة كما سنوضح ذلك بعد، وفى عام ١٣٤٩ هـ عين الشيخ أحمد القارى عضوا بمجلس الشورى في مكة المكرمة. وفى عام ١٣٥٠ هـ


(١) انظر ترجمة المؤلف في مجلة الأحكام الشرعية صفحة ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>