للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عين رئيسا للمحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة فعاد إلى مركزه الطبيعى في سلك القضاء.

وقد استمر الشيخ أحمد القاري في هذا المنصب إلى أن عين عضوا في رئاسة القضاء - هيئة تمييز الأحكام حاليا - في عام ١٣٥٧ هـ وكان رئيس القضاء هو الشيخ عبد الله بن حسن إمام وخطيب المسجد الحرام وهو والد الشيخ حسن آل الشيخ وزير التعليم العالي حاليا.

وقد بقى الشيخ أحمد القاري في هذا المنصب إلى أن توفاه الله تعالى في عام ١٣٥٩ هـ كما سيأتى تفصيله بعد. وينحدر الشيخ أحمد القارى من أسرة تشتغل بالعلم والتعليم فوالده الشيخ عبد الله القارى كان شيخ القراء بمكة المكرمة إلى جانب اشتغاله بطلب العلم في المسجد الحرام والمدرسة الصوليتة فكان أستاذا لمئات التلاميذ في مكة المكرمة وعمه الشيخ عبد الرحمن بن محمد القاري كان كذلك من العلماء المشهود لهم بالفضل وكان مدرسا بالمدرسة الصوليتة كذلك، ثم سافر إلى الهند لنشر علم القراءات والتجويد فمكث بها طيلة حياته وأخواه حامد بن عبد الله القارى والشيخ محمود بن عبد الله القاري وهما كذلك من رجال التعليم وقد أورد الأستاذان الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان والدكتور محمد إبراهيم أحمد علي تراجم وافية عن هذه الأسرة الكريمة فليرجع إليها من شاء (١).

عرفت المرحوم الشيخ أحمد القاري أستاذا لنا بمدرسة الفلاح بجدة في النصف الأول من الأربعينات وفى أوائل العهد السعودي وكان يدرس العلوم الدينية بالفصول العليا من المدرسة والتى كانت تسمى الفصول العلمية وتبدأ من السنة السابعة إلى السنة التاسعة وقد رأينا في أستاذنا الجديد نمطا فريدا بين أساتذتنا ومعلمينا، كان الرجل ذكيا لماحا، وكان في نفس الوقت متمكنا من العلم الذى يلقيه إلينا، وكان مهيبا لا يجرأ الطلبة على إزعاجه بما تعود بعضهم أن يفعله من ضوضاء وشغب وكان إلى جانب هذا وذاك شخصية محببة تجمع بين الوقار واللطف


(١) مجلة الأحكام الشرعية صفحة ٦٤ - ٧١.

<<  <  ج: ص:  >  >>