للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم بنوع من أنواع الأحكام الشرعية، وهكذا حتى تستكمل هذه الجماعة جميع الأحكام الشرعية التي تتعلق بحياة الناس وأمورهم. أما أن يقوم فرد واحد بعبء هذا العمل العظيم كله فهو الأعجوبة التي تنحني لها الرؤوس إجلالا وتقديرًا. ولقد ذكر العالمان الفاضلان اللذان قاما بتحقيق هذه المجلة الشرعية إن جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله اعتزم تأليف لجنة من خيار العلماء المتخصصين لوضع مجلة للأحكام الشرعية تستقى الأحكام من جميع المذاهب الشرعية بما تراه في صالح المسلمين مدعما بأقوى الحجج ولكن جلالته تيقن أن هذا الأمر يقتضي الوقت الطويل والجهد الكبير فاكتفى بتعيين المراجع الشرعية التي يرجع إليها في القضاء بين الناس. (١)

وإني لأنقل هنا ما كتبه الأستاذان الفاضلان اللذان قاما بدراسة وتحقيق هذا الكتاب العظيم تحت عنوان تقويم المجلة.

تعتبر هذه المجلة أول عمل علمي حديث في الفقه الحنبلي سبق غيره من الأعمال في هذا المجال وقد ساعد القاضي أحمد تأليفها وإخراجها في هذا الثوب الفقهى الجديد تكوينه العلمي ووضعه الوظيفى ذلك أنه يعتبر من كبار فقهاء الحنفية في البلد الحرام، وقد مارس المذهب الحنفي تعلما وتدريسًا فهو على معرفة وألفة تامة بالمذهب الفقهى لمجلة الأحكام العدلية العثمانية فسهل هذا عليه هضم منهجها والأسلوب الذى صيغت فيه أحكام ذلك المذهب.

أما معرفته بالفقه الحنبلي فهى معرفة عميقة لأنه عايشه قضاء ولسنين عديدة فلا عجب أن تكون هذه المجلة التي نقدمها للباحثين والدارسين ثمرة تلك الروافد الصافية والملكة الفقهية الأصيلة (٢). وجاء كذلك في تقويم المجلة ما يلى:

استطاع المؤلف في كثير من المواد والأحكام صياغتها وحبك عبارتها في صورة يمكن اعتبارها قاعدة وقانونا فاصلا في موضوعها. ومنها:

أظهر المؤلف رحمه الله تعالى جانبا مشرقا من ملكته الفقهية فقد ذكر في كتاب


(١) انظر صفحة ٢٩ مجلة الأحكام الشرعية.
(٢) مجلة الأحكام الشرعية صفحة ٥٢ باب تقويم المجلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>