للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخليفة الأمين فأدخلت هذه الساحة في المسجد الحرام.

وفى سنة ٨٠٣ للهجرة شب حريق عظيم في المسجد الحرام أتى على الجانب الغربى من المسجد إلى أن وصل إلى الجانب الشمالي واستمر الحريق في هذا الجانب وهو يلتهم سقوف المسجد وأعمدته الرخامية إلى أن وصل الحريق إلى أسطوانتين هدمهما السيل العظيم وأسقط ما عليهما من الأعمدة والسقوف في باب الباسطية فتوقف الحريق، وقد قام السلطان أبي السعادات زين الدين فرج برقوق بتعمير ما أتلفه الحريق من سقوف المسجد وأعمدته ولم تحدث في هذه العمارة زيادة في مساحة المسجد الحرام.

أما عمارة السلطان سليم في سنة ٩٨١/ ٩٨٤ فقد كانت شاملة للمسجد الحرام كله بعد أن ظهر الخراب في بعض أروقة المسجد وبرزت رؤوس أخشاب السقوف من مواضعها فجرت للمسجد عمارة عظيمة أبدلت فيها السقوف الخشبية بالقباب الموجودة حاليا في العمارة العثمانية للمسجد والقائمة على دعامات قوية من الحجر أو أساطين الرخام - وقد توفى السلطان سليم قبل إكمال العمارة فأتمها ابنه السلطان مراد خان قد استمرت هذه العمارة أربعة أعوام وكانت تجديدا كاملا للمسجد الحرام منذ عمارة الخليفة المهدى العباسى التي انتهت في سنة ١٦٤ للهجرة ولكن مساحة المسجد الحرام قد بقيت على حالها دون زيادة باستثناء الزيادتين اللتين تمتا في باب الزيادة وباب إبراهيم والتى أسلفنا الحديث عنهما قبل.

هذه خلاصة وجيزة للأدوار التاريخية التي مرت بها عمارة المسجد الحرام، وهناك عمارة أخرى تتصل بالمسجد وإن كانت لا تدخل ضمن مساحته فقد أنشأ سلطان مصر الجركسي قايتباى في سنة ٨٨٢ للهجرة أول مدرسة تدرس فيها المذاهب الأربعة كما أنشأ الخلاوى المعروفة في المسجد فاستبدل بعض الأربطة المجاورة للمسجد كما اشترى بعض الدور فبنى فيها مجمعا كبيرا مشرفا على المسجد الحرام وعلى المسعى ومكتبا ومنارة كما بنى فيها اثنين وسبعين خلوة وصير المجمع المذكور مدرسة تدرس فيها علوم الدين على المذاهب الأربعة

<<  <  ج: ص:  >  >>