للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من آثار الحريق يمنع رؤية الكعبة المعظمة لعظم ذلك كما منعت الصلاة في ذلك الجانب من المسجد الحرام وقد بلغ عدد الأعمدة الرخامية التي احترقت في هذا الحريق مائة وثلاثين عمودا تحولت كلها إلى كسر فلما بلغ ذلك ملك مصر الناصر لدين الله بعث الأمير بيسق الظاهرى لعمارة المسجد الحرام وقد استمرت العمارة من عام ثمانمائة وثلاثة للهجرة إلى أن انتهت في عام ثمانمائة وسبعة للهجرة (١).

٣ - في سنة تسعمائة وتسعة وسبعين للهجرة ظهر الخراب في المسجد الحرام وبدى الرواق الشرقي للمسجد مائلا إلى جهة الكعبة المعظمة حتى برزت أخشاب السقوف من أماكنها وظهر أن الخراب كان عظيما بحيث لا يجدي فيه الإصلاح ولا الترميم فأسندت السقوف بأخشاب تمنعها من السقوط ثم صدر أمر السلطان العثماني سليم خان بالمبادرة ببناء المسجد الحرام جميعه وتقرر البدء بهدم البناء القديم وبدأت المعاول تهدم في جدران المسجد وشرفاته في منتصف ربيع الأول سنة تسعمائة وثمانين وانتهت العمارة في آخر عام تسعمائة وأربع وثمانين في عهد السلطان مراد خان ابن السلطان سليم خان (٢).

وهناك مرمات كثيرة وتحسينات أدخلت على المسجد الحرام وعلى مقام إبراهيم وبئر زمزم وعلى المدارس التي أنشئت في المسجد وغيرها وهي مبسوطة في ثنايا هذا الكتاب الثمين.

لقد طال بنا الحديث عن كتاب تاريخ عمارة المسجد الحرام وآن لنا أن نقول الكلمة الأخيرة فيه - أن الميزة التي يمتاز بها الكتاب تتلخص في أن المؤلف قد حشد كلما توفر لديه من سجل الأحداث والمعلومات المتعلقة بالمسجد الحرام في كتاب واحد.

وكانت هذه الحوادث متفرقة في كتب كثيرة، فالتاريخ لا يكتبه المؤرخون إنشاءًا من عندياتهم، وإنما يتتبعون أخباره ويتحرونها من مصادرها والمصادر هي الكتب والوثائق والرواة الذين شاهدوا هذه الحوادث أو سمعوا أخبارها ممن شهدها ويأتى


(١) ٦٩ - ٧٥ عمارة المسجد الحرام.
(٢) ٨٢ - ٩٦ عمارة المسجد الحرام.

<<  <  ج: ص:  >  >>