الإِصغاء إليهم، وتفهم حاجاتهم وكان ذا بصيرة بطباع أصدقائه والمتحدثين إليه فكانوا يتركونه وهم يشعرون بالراحة وحتى ولو لم تقض لهم حاجة أو يتحقق لهم مطلب فإن شعور المرء بأن هناك من يشاركه في همومه ومشاكله يخفف من أعبائه النفسية ويشعره بالراحة والاطمئنان، وهكذا فإن مشاركة الشيخ ضياء الدين رحمه الله للناس في اهتماماتهم أكسبه محبة الناس وتقديرهم، وقد تجلّى هذا الحب في حياته حينما فقد ابنه الشاب المرحوم حمزة ضياء الدين رجب وهو في اكتمال فتوته وأوج شبابه فكانت مشاركة الناس للشيخ ضياء الدين في فجيعته بوحيده البكر، - كان المرحوم حمزة رجب هو الولد الوحيد وبقية ذرية الشيخ ضياء الدبن من الإِناث - مشاركة عظيمة تجلت في إقبال الناس عليه بالتعزية والمواساة، وتجلَّت فما كتبه الكثيرون من أصدقائه أو معارفه في رثاء ابنه ومواساته، كما تجلت هذه المشاركة بعد وفاة المرحوم الشيخ ضياء الدين رجب رحمه الله فقد لمسنا من مواساتهم مقدار ما كان يتمتع به في نفوس الناس من محبة وتقدير.
وللشيخ ضياء الدين رحمه الله إلى جانب أخلاقه الشخصية الكريمة نواحٍ أخرى فهو شاعر من أكبر شعراء المملكة وكاتب من أقدر الكتاب وكان ينشر إنتاجه الأدبى بجريدة المدينة المنورة في أول ظهورها فقد كان أحد كتابها البارزين، كما كان ينشر بين الفينة والفينة في جريدة صوت الحجاز والمنهل ما تجود به قريحته من شعر ونثر وفى السنوات الأخيرة من حياته واصل الكتابة للإذاعة السعودية فكانت له أحاديت يومية مذاعة، كما واصل الكتابة في جريدة البلاد وكانت له كلمة يومية تنشر بعنوان "قطوف" كما كان له مقال أسبوعى في هذه الصحيفة، هذا عدا ما تنشره المجلات الأخرى مثل "قافلة الزيت""والمنهل" وخلافهما من شعر ونثر، والكتابة اليومية في الصحف إذا كانت ناجحة ليست عملا سهلا كما يتصور البعض من الناس، لأنها تعتمد أولا على