للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه الحوادث للحجر ونبدأ بالحادثة الشهيرة التي أخذ فيها القرامطة الحجر من مكة وساروا به إلى هجر وغيبوه هناك اثنتين وعشرين عاما - يقول المؤلف نقلا عن التقي القاسي في شفاء الغرام وعن ابن فهد في إتحاف الورى ما ملخصه. أن أبا طاهر سليمان بن ربيعة الحسن القرمطي صاحب البحرين دخل مكة في شهر ذى الحجة سنة ثلاثمائة وسبعة عشرة للهجرة وكان قد حضر للحج بالناس نيابة عن الخليفة العباسي عمر بن الحسن بن عبد العزيز وفاجأ القرمطي هذا الناس بأن دخل المسجد الحرام يوم التروية أو معه تسعمائة رجل من أصحابه وكان يمتطى فرسا له وبيده سيف مسلول يقول ابن فهد فصفر القرمطي لفرسه فبال عند البيت وأسرف هو أصحابه في قتل الحجاج وأسرهم ونهبهم وكان الناس يطوفون والسيوف تأخذهم وقد بلغ عدد القتلى في المسجد الحرام ألفا وسبعمائة شخص في إحدى الروايات بينما بلغ في رواية أخرى ثلاثة عشر ألفا وأيا كان العدد فقد كانت حادثة رهيبة وفظيعة وقد امتلأ المسجد الحرام بجثث القتلى بعد أن امتلأ بهم بئر زمزم وحينما سمع أبو طاهر هذا الناس يصيحون - تقتل جيران الله في حرم الله؟ قال لعنه الله - ليس بجار من خالف أوامر الله ونواهيه وتلا الآية الكريمة {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية.

ثم صعد على باب الكعبة واستقبل الناس بوجهه وهو يقول: -

إنا بالله وبالله أنا … يخلق الخلق وأفنيهم أنا

قالوا وضرب بعض أصحابه الحجر بدبوس فانكسر، وقيل أن الذى ضرب الحجر الأسود بالدبوس أبو طاهر نفسه وصاح يا حمير - أنتم تقولون من دخل هذا البيت كان آمنا فأين الأمن وقد فعلت ما فعلت؟ وعطف دابته ليخرج فأخذ بعض الحاضرين بلجام فرسه وقد استسلم للقتل فقال له - ليس معنى الآية ما ذكرت وإنما معناها من دخل فأمنوه فلوى القرمطي فرسه ولم يرجع إليه.

ثم استمر القتل والنهب من القرمطي وأصحابه في سكك مكة وظاهرها وشعابها من الحجاج المغاربة والخراسانين نيفا وثلاثين الفًا وسبى من النساء والصبيان مثل

<<  <  ج: ص:  >  >>