للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك ولم يقف أحد هذه السنة بعرفه ولا وفي نسكا إلا قوم يسيرون غرورًا فأتموا حجهم دون إمام وكانوا رجالة.

ونهب أبو طاهر ورجاله أموال الناس وحلي الكعبة، وهتك أستارها وقسم كسوتها بين أصحابه قال ابن فهد ونهب دور مكة وقلع باب الكعبة، وأمر بقلع الميزاب وكان من الذهب الإبريز فصعد أحد رجاله ليقلعه فأصيب ببسهم في عجزه أطلق عليه من جبل أبي قبيس فسقط فمات، وقيل أن الرجل وقع على رأسه فمات.

فقال القرمطي - اتركوه على حاله - يعني الميزاب فإنه محروس حتى يأتي صاحبه يعنى المهدى قالوا وأراد أخذ المقام فلم يظفر به لأن سدنة المسجد غيبوه في بعض شعاب مكة، فتألم لفقده فعاد عند ذلك على الحجر الأسود فقلعه جعفر بن أبي علاج البناء المكي بأمر القرمطى بعد صلاة العصر من يوم الاثنين رابع عشر ذى الحجه قالوا وقال عند ذلك شعرا يدل على عظيم زندقته حيث يقول:

فلو كان هذا البيت لله ربِّنا … لصب علينا النار من فوقه صبا

لأنا حججنا حجة جاهلية … محللة لم تبق شرقا ولا غربا

وأنا تركنا بين زمزم والصفا … جنايز لا تبغي سوى ربها ربا

قالوا وقلع القرمطي قبة زمزم وأقام هو وأصحابه بمكة أحد عشر يوما ثم انصرف إلى بلده هجر وحمل معه الحجر الأسود يريد أن يجعل الحج عنده، قال ابن فهد وهلك تحت الحجر أربعون جملا وبقى موضع الحجر الأسود من الكعبة خاليا يضع الناس فيه أيديهم للتبرك.

وكان القرمطي يخطب بمكة لعبد الله المهدى صاحب المهدية بأفريقية.

أقول - أن ما يلفت النظر في هذه الروايات التي سقناها عن القرمطي والمنقولة

<<  <  ج: ص:  >  >>