للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلينا ممتنا علينا بما ارتكبت واجتريت باسمنا من حرم الله وجيرانه بالأماكن التي لم تزل الجاهلية تحرم الدماء فيها وإهانة أهلها ثم تعديت ذلك إلى أن قلعت الحجر الذى هو يمين الله في الأرض يصافح بها عباده، وحملته إلى أرضك ورجوت أن نشكرك على ذلك، فلعنك الله ثم لعنك الله ثم لعنك، والسلام على من يسلم المسلمون من لسانه ويده.

لما وصل هذا الكتاب من الخليفة العبيدى عبد الله المهدى انحرف القرامطة عن طاعة العبيدين قالوا وأقام الحجر بالإحساء اثنتين وعشرين سنة يستميلون الناس إليهم، ثم يئسوا فردوه فلما كان يوم النحرمن سنة ثلاثمائة وتسعة وثلاثين وافى سنبر بن الحسن القرمطي مكة ومعه الحجر الأسود فلما صار بفناء الكعبة ومعه أمير مكة أظهر الحجر من سفط وعليه ضباب فضه.

وقد قيل أن الخليفة المقتدر العباسي اشترى الحجر من أبي سعيد الجنابي بثلاثين ألف دينار ولكن الناقل لهذه الرواية نجم الدين بن فهد ردها. قالوا ولما رد سنبر هذا الحجر إلى مكانه وجرى شده بالجص الذى أحضره معه قال سنبر - أخذناه بقدرة الله، ورددناه بمشيئة الله.

ونظر الناس إلى الحجر فتبينوه وأقبلوا عليه يقبلونه ويحمدون الله تعالى على رده إلى مكانه من البيت الحرام.

وقد جرى إخراج الحجر بعد بضعة شهور من إعادته إلى مكة وتطويقه بالفضة كما كان عليه الحال في خلافة عبد الله بن الزبير وقد وقعت حوادث كثيرة للحجر الأسود عبر التاريخ نذكر منها ما يلي:

١ - ذكر ابن فهد القرشى في حوادث سنة ٣٦٣ أنه بينما كان الناس في وقت القيلولة وشدة الحر وانقطاع حركة الطواف بالبيت إلا من رجل أو رجلين شوهد رجل عليه ملابس بالية يغطى رأسه ويسير رويدا حتى دنا من الركن فأخذ معولا وضرب به الركن ضربة شديدة حتى ظهر أثرها فيه ورفع يده ليضرب الضربة الثانية فابتدره رجل من السكاسك من أهل اليمن وكان يطوف بالبيت فطعنه

<<  <  ج: ص:  >  >>