للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بخنجر طعنة عظيمة فسقط أرضا وأقبل الناس من نواحي المسجد ونظروه فإذا هو رجل رومي يحمل معولا عظيما حديد السن وقد جعل له مال كثير على ذهاب الركن فأخرج من المسجد الحرام وجمع الحطب الكثير فأحرق بالنار.

٢ - وذكر ابن الاثير في حوادث سنة ٤١٤ جاء إلى المسجد في يوم النفر الأول ولم يكن الناس عادوا من منى رجل أحمر اللون أشقر الشعر تام القامة جسيم طويل وبإحدى يديه سيف مسلول وبالأخرى دبوس فقصد الحجر الأسود بعد أن أتم الإمام صلاته يظهر كان يريد استلامه فضرب وجه الحجر ثلاث ضربات متواليات بالدبوس فتقشر وجه الحجر من تلك الضربات وسقطت منه شظايا صغيرة.

وأقبل الرجل بوجهه متسائلا، إلى متى يعبد هذا الحجر الأسود ولا محمد ولا علي يمنعني عما أفعله فإنى أريد اليوم أهدم هذا البيت فتهيب الحاضرون الأقدام على الرجل، وكان قد وضع على باب المسجد عشرة من الفرسان لينصروه، ولكن رجلا من أهل مكة احتسب حياته فثار به فطعنه بخنجر وتكاثر عليه الناس فقتلوه وقطعوه إربا وأحرقوه بالنار وقتل جماعة ممن شاركوه وأعانوه وأحرقوا بالنار.

قالوا وكان الظاهر منهم عشرين رجلا فثارت الفتنة وعلم أبو الفتوح أمير مكة بالأمر فأطفأ الفتنة التي كادت أن تعم المصريين لأن الرجل كان كما يقول ابن الأثير ممن استغواهم العبيدى حاكم مصر.

٣ - وجاء في منائح الكرم نقلا عن الشيخ محمد بن علان المكي أنه في عشر التسعين والتسعمائة جاء رجل أعجمي بدبوس فضرب الحجر الأسود، وكان الأمير ناصر جاوش حاضرا فطعن ذلك الأعجمي بالخنجر فقتله وأراد العجم المقيمون بمكة أن يثأروا له وزعموا أنه شريف فحال بينهم وبينه قاضي مكة حسين المالكي.

٤ - وقد أورد الشيخ باسلامة آخر الحوادث التي شهدها عن الحجر الأسود فقال: جاء رجل فارسي من بلاد الأفغان في آخر شهر المحرم سنة ١٣٥١ فاقتلع قطعة من الحجر الأسود وسرق قطعة من ستارة الكعبة، وقذعة فضة من مدرج

<<  <  ج: ص:  >  >>