للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعضهم أن خشي الفتنة فيجاب منعا للضرر، وتوفى الملك الأشرف دون أن يسمح لسلطان الشرق بالوفاء بنذره.

وفى بعض الأحيان كانت تكسى الكعبة من قبل ملكين من ملوك المسلمين في وقت واحد كما حدث لكسوة نظام الملك وزير السلطان ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي فأرسل بها إلى مكة وجعلت فوق كسوة أبي النصر.

وكان لملوك اليمن دور في هذا التنافس بين ملوك المسلمين فكانوا يرسلون بالكسوة إلى الكعبة فتكسى بها إذا كانت القوة والنفوذ في ركابهم أو تحفظ ويظفر بالكسوة صاحب القوة والسلطان.

وكانت بعض الكساوى توضع في داخل الكعبة، بل أن الكعبة كانت تكسى من الداخل ولكن لبس بصورة منتظمة، كما تكسى الحجرة النبوية بالمسجد النبوي الشريف بصورة غير منتظمة. ولكن ما يلفت النظر أن الوقفية التي أوقفها الملك الصالح إسماعيل بن الناصر قلاوون استمرت دهورا طويلة حتى حينما تحولت السلطة إلى الخلافة العثمانية فقد أبقى سلاطين العثمانيين المتعاقبين على هذه الوقفية بل وزاد السلطان سليمان بن السلطان سليم خان عدة قرى بمصر وأوقفها كذلك على كسوة الكعبة الشريفة وهي سبع قرى ذكرها مؤلف مرآة الحرمين وذكر أسماءها.

وفى عهد محمد علي باشا خديوى مصر جرى حل هذه الوقفية في أوائل القرن الثالث عشر للهجرة وتعهدت الحكومة المصرية بصنع الكسوة من مالها العام يقول المؤلف ولا يزال ذلك دأبها إلى الآن.

ومن أطرف الحوادث التي تتعلق بالكسوة أن هذه الكسوة كانت تصل مع ركب الحجاج المصريين وتحفظ ضمن أمتعتهم وقد سرقت بعض أجزاء الكسوة في أحد الأعوام ولم يستطع أمير الحج المصرى استرداد هذه الأجزاء إلا بعد أن بذل المال الكثير في سبيل هذه الغاية، وبعدها صار العمل على تسليم الكسوة لسدنة بيت

<<  <  ج: ص:  >  >>