وكانت ابنته الطفلة شيرين في القاهرة في حضانة أمها هناك وكانت هي بكر أولاده من زوجته الأولى التي تزوجها في جدة، وكان حريصا على ضمها إليه بعد أن تعذرت سبل الوفاق بينه وبين زوجته وأسرتها.
تهيأت الأسباب لسفره إلى مصر فسافر إليها مع بناته وأسرة أخيه جميعا ونزلوا أول نزولهم في مدينة حلوان ثم استقر بهم الأمر في القاهرة وكان هذا في عام ١٣٦٤ هجرية وكنت هناك وكنت أرى حمزة تقريبا في كل يوم، وكان أخوه الشيخ محمد نور قد اشترى قطعة أرض في الدقى وكانت البعثات السعودية تسكن في دار مؤجرة وكان القائمون على شئون البعثة يتمنون لو أنهم سكنوا في دار مملوكة لأحد السعوديين، وقام حمزة وأخوه محمد نور ببناء دار للبعثات السعودية على جزء من الأرض المملوكة لهما بالدقى وأصبحت هذه الدار مقرا للبعثات السعودية ثم تعين حمزة محاسبا لإدارة البعثات لبعض الوقت ولكنه ما لبث أن ترك العمل في دار البعثات.
وعاد إلى مكة بناء على طلب الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله تعالى ليكون أول رئيس لنقابة السيارات في عهدها الجديد في ١٣٧٢ هـ ولم تطل إقامته في هذا العمل كما لم تطل في أي عمل مارسه من قبل.
كان قلق النفس لا يستقر على حال، كانت طموحاته تتمرد على العمل الروتيني الرتيب، وكانت أفكاره أقوى من واقع حياته، كانت تلك هي ضريبة العبقرية التي تتحدى القيود والأعراف.
وعاد حمزة أخيرا ليستقر في القاهرة، وقد استشرت الخلافات بينه وبين أخيه حتى بلغت حد القطيعة، قلت له يوما إن وفاقك مع أخيك وتعايشكما ملزم لكما جميعا فأنتما لم تنجبا ولدًا، كل ذريتكما من البنات فاطويا صفحة الخلاف، وليضع أحدكما يده في يد الآخر، ولكنهما كانا عنيدين.
ولقد ضعف بصر حمزة في السنوات الأخيرة فكان إذا خرج صحبته صغرى بناته وكان قد أصيب بانفصال الشبكية، كما أصيب قبله أخوه محمد نور بها، وفقد كل