للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محمد سرور في مكة وانتقلت إليها وكان ذلك في شهر ذى القعدة عام ١٣٥٥ هـ، عاد حمزة مرة أخرى للعمل مع أخيه في جدة ولم يمض على هذه العودة الكثير من الزمن حتى رأيت حمزة يسافر إلى أبها وجيزان بصحبة المرحوم الشيخ عبد العزيز جميل وكان يعمل هناك مديرا لماليات وجمارك جيزان وتوابعها.

كانت هذه الرحلة رحلة تفقد للمنطقة وأحوالها وكان لحمزة صديق آخر في أبها هو المرحوم طلعت وفا الذى كان مديرا لشرطة أبها والذى وصل فيما بعد إلى منصب مدير الأمن العام في مكة المكرمة.

وقضى حمزة بضعة شهور وهو يتنقل بين جيزان وأبها وصبيا وأبو عريش ورجال المع ثم عاد إلى مكة المكرمه بصحبة الشيخ عبد العزيز جميل الذى نقل رئيسا لماليات وجمارك الأحساء وتوابعها، وبعد هذه العودة عهد معالي الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية الأسبق إلى حمزة بإدارة سيارات النقليات الحكومية وبقي فيها بضعة شهور، ثم انتقل بعد ذلك للعمل في ديوان المحاسبة في وزارة المالية.

ثم ترك العمل في وزارة المالية وعاد إلى جدة لإدارة العمل التجارى مع شقيقه محمد نور، الذى ما لبث أن سافر إلى مصر واستقر بها، إبان الحرب العالمية الثانية.

كان حمزة يحلم بالهجرة إلى مصر والاستقرار بها، وكان خياله الخصيب يصور له جمال الحياة على شاطئ النيل، وإمكانية النجاح الاقتصادى الكبير في أرض الكنانة.

ونسيت أن أذكر أن حمزة جاء إلى مصر قبل ذلك مريضا وكنت في القاهرة في تلك الأيام، فبعث إلي من يخبرني بوصوله إلى القاهرة ونزوله في مستشفى مورو بالدقى، وأسرعت إليه فوجدته في سرير المرض وقد أجريت له عملية استئصال الزائدة الدودية وكنت أزوره يوميا وكان هذا في عام ١٩٤٢ مـ خلال الحرب العالمية الثانية وترك المستشفى بعد أن تماثل للشفاء، ولكنه لم يعد إلى جدة وتزوج بإحدى الفتيات المصريات وبقي هناك بضعة شهور، وحينما حان أوان عودته إلى الحجاز سافر وطلب إليها أن تلحق به فيما بعد، ولكنها لم تحضر.

<<  <  ج: ص:  >  >>