للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في المصمك؟ (١) هناك أمر جلالة الملك عبد العزيز بإطلاق سراحهم فوصلوا إلى الحجاز قبل عودة سمو الأمير فيصل إليها رحمه الله.

عاد حمزة من الرياض إلى مكة وبقى بها بعض الوقت وكتبنا له مهنئين وجاءتنا رسائله بنفس الأسلوب الساحر الساخر، لم يؤثر النفي في نفسه وعلمت أنه كان يقوم في بعض الأحيان بطبخ الطعام لزملائه في المصمك وكان حمزة من أكثر الناس إجادة في صنع الطعام وتذوقه يرحمه الله.

هذه هي المرة الأولى التي غادر فيها جدة مختارا بعد أن عرفته ولكنه لم يلبث أن عاد إليها أما المرة الثانية فقد ذهب إلى مكة للعمل سكرتير اللشيخ محمد سرور الصبان بطلب منه.

وكان حمزة كما ذكرت لا يطيق البقاء في عمل واحد حتى ولو كان هذا هو العمل التجاري الذى يمتلكه هو وأخوه، ولعل خلافا دب بين الأخوين رأى حمزة معه أن يترك عمله التجارى ليعمل سكرتيرا خاصا للشيخ محمد سرور الصبان، وقد بقي حمزة في هذا العملى عاما واحدا أو نحو ذلك إن لم تخني الذاكرة في تحديد الوقت. وكان من ضمن أعمال السكرتارية لدى الشيخ محمد سرور الصبان رحمه الله الإجابة على عشرات الرسائل التي ترد إليه يوميا من شتى أنحاء المملكة ومن مختلف طبقات الناس وكثير منها يتعلق بمعاملات لهم في وزارة المالية وفى شئون خاصة بهم، وضاق حمزة ذرعا بهذا العمل الروتيني فطلب من الشيخ محمد سرور إعفاءه ولكن الشيخ محمد سرور لم يوافق على إعفائه وما زال حمزة يلح حتى وافق الشيخ محمد سرور على إجابة الطلب، ولكنه ألزمه أن يختار له من يقوم بعمل السكرتارية بدلا منه، وكتب الي حمزة رحمه الله يعرض علي العمل لدى الشيخ محمد سرور في مكة فاعتذرت بادئ ذى بدئ لأن ظروفى العائلية لم تكن تسمح لي بالانتقال إلى مكة، وعاد حمزة إلى جدة ثم طرأ ما جعلني أقبل العمل لدى الشيخ


(١) المصمك اسم القصر الذى كان المسجونون يعتقلون فيه في الرياض وللعواد فيه قطعة شعرية انظر مجموعة دواوين العواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>