للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أوراقي الضائعة، ولعلها تكون موجودة بين ركام الأوراق الكثيرة التي لا أستطيع فرزها والتي لا أعرف مكانها، على أي حال كان حمزة فريدا في أحاديثه وفريدا في رسائله (يشابهه أحد)، ولا يشبه أحدا فهو صاحب أسلوب خاص في الحديث وفي الكتابة على سواء. توثقت الصلة بينى وبينه عقودا من السنين فكنت ألقاه أصيل كل يوم وصدر كل مساء حينما كان بجدة ولكن حمزة ما لبث أن غاب عن جده مرتين، مرة بدون اختيار منه والمرة الثانية باختياره.

أما المرة الأولى فقد كان أحد المعتقلين الذين رحلوا إلى الرياض في أوائل الخمسينات وكان من بينهم الكثير من شباب مكة وجده أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر الأساتذه محمد حسن عواد، وعبد الوهاب آشي، والشيخ سليمان أبو داود، والشريف محمد مهنا وعبد العزيز جميل وغيرهم، وعلى أى حال فإن التحفظ على هذا الفريق من الناس كان من باب الاحتياط فما لبث جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله أن أطلقهم، وقد روى لي المرحوم الشيخ إبراهيم السليمان بن عقيل رئيس ديوان النائب العام لجلالة الملك في الحجاز في تلك الأيام رواية طريفة أذكرها هنا للتاريخ.

قال: كان صاحب السمو الملكي الأمير فيصل - جلالة الملك فيصل فيما بعد - في زيارة والده المغفور له جلالة الملك عبد العزيز في الرياض، وحينما قرب موعد عودته إلى الحجاز وكان لا يستطيع العودة الا إذا أذن له الملك عبد العزيز رحمه الله، وكان هذا الإذن يصدر ابتداء من الملك عبد العزيز بمعنى أن آداب الأسرة المالكة لم تكن تسمح لمن يرغب في السفر أن يستأذن الملك فيه، وإنما يصدر الأذن من الملك نفسه حينما يرى أن المدة التي قضاها الزائر في الرياض قد تمت وأن عليه أن يعود إلى عمله بالحجاز.

قال الشيخ إبراهيم: قال جلالة الملك عبد العزيز لسمو الأمير فيصل، يمكنك الآن أن تعود إلى الحجاز فقد طال غيابك عنه.

قال سمو الأمير فيصل، ولكن كيف أعود إلى الحجاز وكثير من أهل الحجاز هنا

<<  <  ج: ص:  >  >>