من السائقين الأجانب الذين كانوا يتولون قيادة تلك السيارات .. وما لبثت هذه الشركة أن انضمت كما انضم غيرها من الشركات إلى الشركة العربية للسيارات، ولكن محمد نور وحمزة شحاتة كانا قد عملا في استيراد وبيع قطع الغيار للسيارات وفي هذا العمل بالذات اتصلت أسبابي بأسباب حمزة شحاتة يرحمه الله في النصف الثانى من الأربيعينات في جدة، حيث كنت أعمل في شركة القناعة للسيارات وكانت تبيع قطع الغيار للسيارات كما تبيع المحروقات والإطارات الخاصة بالسيارات وبحكم تجانس العمل كان يزورنا الشيخ محمد نور شحاتة وكذلك حمزة فاتصلت أسبابي بأسبابه وتوثقت عرى الصداقة بيني وبينه.
كان حمزة نمطا فريدا من الأدباء لم يكن يشبهه غيره وكان ساحر الحديث يمتلك قلوب سامعيه وأفكارهم وكانت لغة حديثه أقرب إلى الفصحى منها إلى العامية ولكنها الفصحى المحببة التي لا تصدمك منها لفظه موحشة أو كلمة غريبة قاسيه، وكان يمزج أحاديثه بالطرائف والنكات في أسلوب أخاذ.
وكان إذا كتب لا يختلف كثيرا عنه حينما يتحدث وكانت رسائله قطعا أدبية رائعة، ولو جمعت هذه الرسائل التي كان يبعثها إلى أصدقائه الكثيرين لتكونت منها مجلدات ولكانت فنا عجبا في أدب الرسائل، وقد جمعت ابنته شيرين الرسائل التي كان يرسلها إليها وأصدرتها في كتاب يحمل هذا العنوان - إلى ابنتي شيرين - وحسنا فعلت السيدة شيرين بجمعها لهذه الرسائل وحسنا فعلت تهامة بطبعها ونشرها بين الناس.
أن هذه الرسائل تمثل فترة من حياة حمزة شحاتة هي لعلها فترة الكهولة في حياته ولو جمعت كل الرسائل التي كتبها في صدر شبابه ورجولته لرأينا فيها (العجبُ العاجب)، فلقد كان حمزة أحسن من يعبر عن عواطفه وخوالجه، ولقد كان يكتب الي كما كان يكتب إلى قنديل، وإلى عزيز ضياء، والى عبد الله عريف وإلى محمد عمر توفيق وإلى الأخ الشيخ محمد نور جمجوم وإلى غيرهم من أصدقائه الكثيرين، وبالنسبة لرسائله إلي فإني فقدتها كلها، فقدت بين الكثير من