للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول في الرسالة العاشرة: بعد أن فقد البقية الباقية من بصره فيما أظن.

أني لا أنام الليل أبدًا حتى الساعة السابعة أو الثامنة، لا تسألي لماذا؟ فأنا لا أعرف شيئا يقتضى هذه الأرق الثابت، ربما كانت الشيخوخة، أو طبيعة إنعدام الشاغل الليلي كالقراءة والتلهي بنظم الشعر أو على الأصح ما اصطلح الناس على تسميته بالشعر لتمييزه بأنه الكلام غير المألوف، وربما كانت طبيعة الوحدة، والشعور بالظلمة التامة، ويظهر أن وقتا كافيا للاعتياد لم يمر على هذه التجربة القاسية (١).

ويقول في الرسالة السابعة والعشرين:

لا تتأثري إنها النهاية الطبيعية لإنسان لم يسر على الطريقة التي يسير عليها الآخرون، بل ظل يحلم بأن يعلو على مستوى الطين والتراب ويخالف معرفته للحقيقة التي فهمها الجهلاء والأغبياء على الوجه السليم، لا تظني أنني أبكي بهذه الكلمات.

أني أضحك وأقهقه ساخرًا بنفسي لأني كنت الغبي الذى يتهمه الناس بالفطنة، والضحك بهذا الأسلوب هو العزاء الوحيد الذى بقي لي (٢).

والرسائل تتضمن أفكارا وآراء كثيرة تستوقف القارئ والمتأمل.

يقول في الرسالة الرابعة عشر:

إن غايات الحياة والعقل والقدرة لا تنتهى، وهذا ما يجعل الحياة تجددا مستمرا، ومتعة دائمة وأمجادًا مضيئة (٣) ويقول في الرسالة الثامنة:

إن شقاء الإنسان وعذابه ليس نتيجة لأخطائه، هناك أناس يخطئون دائما، ولا يفعلون إلا الخطأ ولكنهم لا يدفعون ثمن أخطائهم، ويعيشون في انفصال


(١) ٥٢ إلى ابنتي شيرين.
(٢) ١١٨ إلى ابنتي شيرين.
(٣) ٥٦ إلى ابنتي شيرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>