الوزن والقافية وبنفس هذا النسق العالي في معانيه وأسلوبه يقول حمزة شحاتة:
أفبعد ما سنح الخيال ووافى … ودَّعْنَ سرحك وانطلقن خفافا
وعدت سوابق وُدِّهنَّ ذواهبا … بالبرء ليس وراءهن معافى
من كل نافرة الهوى لم تقضها … حقا فكيف تميلها استعطافا
ومنها
يا أنت ما كل الغيوم تحملت … مطرا فشيمى العارض الوكافا
ومنها
صرنا إلى زمن ينازع قاعد … فيه الفخار الراحل الطوافا
ليت الذى خلق المطامع كالها … للحالمين كما تراد جزافا
أوليت ملتمس السلامة نالها … عرضا كما تجني الزهور قطافا
ولقد استهوت هذه المساجدة صديقنا الأستاذ حسين عرب فوجه إلى حمزة شحاتة قصيدة من نفس الوزن والقافية يقول فيها:
تركتك مسلوب الفؤاد مجافى … مضنى الهوى تتعجل الانصافا
هيفاء ذابلة العيون كأنما … تسقيك من نظراتهن سلافا
لاحت لعينيك العشية فانطوى … فيها خيالك هائما رفافا
ومنها
والغانيات وعودهنَّ خديعة … تبدى الوفاء وتضمر الاخلافا
هن الرزان إذا خطون على الثرى … فإذا اسرن القلب طرن خفافا
والقصد كما يرى القارئ ناصعة الأسلوب، فريدة المعاني، وليت شعرى مالذى يجعل صديقنا الأستاذ حسين عرب يضن بهذا الشعر أن يضمه كتاب أو ديوان ليكون غذاءا للقلوب والأذهان. ولقد اعدانا الساسي بإسلوبه فإذا بنا ننقل هذه الروائع من المساجلات التي أوردها في كتابه، ولم يكن في حسباني أن افعل،