للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمثال السادة: أحمد وعمر شطا والسيد عبد الله دحلان والسيد حسين الحبشي وغيرهم (١) وبعد أن أتم دراسته حصل على إجازة بالتدريس من هيئة العُلماء بمكة المكرمة فكان يلقى دروسه في رحاب المسجد الحرام بباب الزيارة.

سمعت باسم السيد صالح شطا رحمه الله أول مرة في أوائل الأربعينات حينا وفد بأسرته من مكة المكرمة إلى جدة خلال الحرب السعودية الهاشمية ونزل بدار الشيخ عبد الرحمن باجنيد - كانت هذه الدار في شارع قابل أمام مسجد المعمار وقد أزيلت وأدخلت مع البيوت التي حولها في الشارع الجديد المسمى شارع الذهب حاليا - أقول سمعت باسم صالح شطا لأول مرة حينها وفد بأسرته من مكة المكرمة ولكن لم يمض طويل وقت حتى شاع في مدينة جدة خبر التجائه إلى مخيم السلطان عبد العزيز آل سعود بالرغامة - خارج مدينة جدة ولهذا الالتجاء خلفية لابد من ذكرها وقد حدثني عنها السيد صالح شطا نفسه رحمه الله قال: كنت أقاوم حكم الشريف الحُسين بن على لأنه كان ظالما بطاشا ولقد سجنت ومعي الشريف رضا "والد المرحوم الشريف محمد شرف رضا" في سجن الحُسين بمكة المكرمة لأن الحُسين كان يعرف عنا هذه المعارضة، قال وكنت أرسل المقالات إلى الجرائد المصرية "ولعله ذكر اسم مجلة المقتطف" أعدد فيها مظالم الحُسين بتوقيع مستعار، وكانت هذه المقالات تنشر ولا يعرف كاتبها إذ كانت الصحيفة تحتفظ باسم الكاتب سرا إذا رغب في ذلك، أقول أن هذه الخلفية للسيد صالح شطا رحمه الله توضح اختراقه للأسلاك الشائكة التي تحيط بمدينة جدة في أيام الحصار والتجاءه إلى مخيم السلطان عبد العزيز فهو إنما فعل هذا مدفوعا بكراهيته للعهد القائم إذ ذاك وهذه الحادثة بالذات تظهر مدى قوة شخصية الرجل وشجاعته في اقتحام المخاطر، فلو أن محاولته للخروج من مدينة


(١) سير وتراجم بعض علمائنا في القرن الرابع عشر الهجري تأليف عمر عبد الجبار صفحة ١٤١ ..

<<  <  ج: ص:  >  >>