للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كانت على مستوى القنصلية ثم تحولت فيما بعد إلى درجة الوزير المفوض، نقول كان آل باناجه يملكون معظم البيوت التي تقع في باب جديد أمام البحر - شارع الملك عبد العزيز أمام فندق البحر الأحمر إلى فندق قصر جدة حاليا - وكانت السفارة المصرية تسكن في موضع عمارة النشار حاليا وإلى جانبها الدار التي لا تزال موجودة وقد اشتراها الشيخ عبد الرحمن الصير في وكان يسكنها السفير أو الوزير الإيطالي وقد بنيت هذه الدار خلال ستة شهور بعقد مع السفارة الإيطالية والى جانبها كان هناك بيت آخر كان مقرا للقنصيلة الإيطالية ثم حلت فيه السفارة السورية بعدما نالت سوريا استقلالها وهذا البيت هو الذي يقوم محله الآن فندق انترناشونال الذى بناه المرحوم الشيخ عبده باجبير بعد شرائه من آل باناجه - ثم جاء فيه ما يأتي.

وكانت هناك بيوت صغيرة لآل باناجه كذلك كانت مقرا للمستر توتشل الذى سعى في إحياء العمل في منجم الذهب وأسس شركة التعدين الامريكية السعودية ثم أصبح مقرا للبنك الهولندى ثم للبنك العربى، وقد اشتراه مع الدار المجاورة له وما يتبعها الشيخ أحمد عشماوي مؤسس شركة الأسواق السعودية كما ذكرنا قبل، هذه البيوت جميعها كانت ملكا لآل باناجة وكانت أجورها تتراوح بين مائتين وثلاثمائة جنيه ذهب سنويًا للبيت الواحد. وكان هذا يعتبر إيجارا عاليا يغبط عليه أصحابه، انتهى ما نقلناه من كتابنا ملامح الحياة الاجتماعية في الحجاز.

ولعل مما يحسن ذكره أن عبد الله باشا باناجه لم ينجب طيلة حياته فآلت ملكية ثروة آل باناجة إلى شقيقه وشريكة المرحوم الشيخ عبد الرحمن باناجه بعد وفاته ولقد كان عبد الله باشا باناجة رجلا ثاقب النظر بعيد التفكير يسابق الزمن فيختار أحسن المواقع لإنشاء عقاراته فهذه البيوت التي ذكرناها والتى كانت تسكنها القنصليات الأجنبية كانت مطلة على البحر في مدينة جدة من ناحيتى الغرب والشمال، أسرع رحمه الله إلى شرائها وتعميرها بحاسته الذكية في الوقت الذى لم يكن يفكر الناس في شرائها لأنهم كانوا يعتبرون حارة اليمن في ذلك الوقت أفضل الأماكن

<<  <  ج: ص:  >  >>