للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والد العروس حضر في تاريخ كذا إلى المسجد الحرام واتخذ مكانه بجانبي لأداء صلاة المغرب وقال لي لقد رزقت هذا اليوم بنتا فقلت له أنني أخطبها لابني هذا وكان ابنه حديث ولادة كذلك فقبل تزويجها من ابني وقرأنا الفاتحة على ذلك.

التفت السيد علوى إلى والد العروس وسأله، أصحيح ما يقوله هذا الرجل، قال نعم، وتقدم الرجل في الحال بصرة من النقود وقال هذا هو الصداق قد أحضرته معي، فاعقد لابني هذا على العروس التي وافق أبوها على تزويجها له يوم ولادتها.

يقول السيد علوى، وكان هذا الزواج صحيحا بإقرار الأبوين فعقدت لولد الرجل على العروس وكانت هذه الفتاة من نصيب الخطيب الأول، أما العريس الذى أقيم الفرح ونصبت الزينات من أجل زواجه فلم يتم له زواج، وكما يقول المثل تكون في فمك وتقسم لغيرك.

والحادثة الثانية التي رواها لي السيد علوى رحمه الله لا تبلغ في طرافتها وغرابتها الحادثة الأولى ولكنها تستحق التسجيل.

قال دعيت لإقامة زواج كبير في مكة المكرمة ووصلنا إلى بيت العروس في موكب كبير لا يقل ضخامة عما وصفنا في الحادثة السابقة وحان موعد العقد، فسألت والد العروس أن كان يقبل تزويج هذا العريس من ابنته فأجاب بالموافقة. يقول السيد ولكن الله تعالى ألهمني أن اسأله سؤالا لم أتعود أن أسأله من قبل قلت للرجل أهذه العروس ابنتك؟ قال نعم انها ابنتي؟ قلت هل هي من صلبك فظهر الضيق على وجه الرجل وقال انني ربيتها صغيرة فهي ابنتي قلت ولكن اين ابوها، قال أن اباها طلق امها وهي طفلة ترضع فتزوجت الأم واحتضنت البنت طفلة وتكفلت بها حتى بلغت مبلغ الزواج وجاءنى الكفء الذى يخطبها فوافقت على تزويجها، وهي لا تعرف أن لها أبًا غيرى وتناديني قائلة يا أبي، وأنا اعدُّها بنتي وكأنها من صلبي، قال السيد ولكن ابوها الحقيقي احي هو؟ قال نعم، قال السيد لابد من حضوره فهو ولي امرها ولابد أن اسمع موافقته على الزواج، والا فلا زواج.

<<  <  ج: ص:  >  >>