للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وارتبك والد العروس كما ارتبك العريس وأهله يقول السيد واوقفت العقد إلى أن يحضر الاب.

قال السيد رحمه الله، وارسلوا إلى الاب وهو رجل فقير يعمل في قهوة في الششة خارج مكة المكرمة كان نائما فايقظوه، وابى أن يحضر معهم فما زالوا به حتى حضر، وجاء الرجل فإذا هو رجل ضعيف تلمس آثار الفقر في مظهره وكلامه، قال السيد علوي، قلت للرجل هل دلانة بنتك؟ قال نعم، قلت فإن فلانا واشرت إلى العريس قد خطبها من زوج امها وقد وافقت امها على تزويجها فهل تقبل تزويجها لهذا الفتى؟ قال الاب لا اننى لن ازوجها له ولا لغيره الآن .. ثم اردف لماذا لم يستشيرونني في هذا الزواج من قبل؟

ونظر إلى السيد علوى وكأنه يستمد منه العون والفتيا في وقت واحد قال السيد علوى قلت له انك وليُّ الأمر وبدون موافقتك ورضاك لن يتم زواج وادرك الرجل الفقير أن زمام الموقف قد أصبح في يده، وأنه قادر على افشال هذا الزواج. وافساد كلما تم من استعداد فاصر على الرفض وادرك الاذكياء من الحاضرين أن موافقة الرجل مرهونة بارضائه ببعض المال، فاخذوا الرجل إلى داخل البيت وبدأت معه المساومة الصعبة التي انتهت بقبوله الفتى زوجا لابنته بعد أن قبض في يديه عشرين جنيها ذهبيا احصى تعدادها ونقدها ووضعها في صرة في حزامه الذى يعتمر به في وسطه. وعاد الرجل متهللا إلى مجلس العقد ومعه المفاوضون الذين تصبب العرق من جباههم خلال تلك المفاوضات.

وسأل السيد علوي الرجل: قل لي هل وافقت الآن على زواج ابنتك فلانه من عريسها هذا الحاضر بالمجلس قال الرجل نعم يا مولانا فأخذ بيد العريس ووضعها في يد الاب وتم العقد وأصبحت الفتاة عروسا بعد أن كاد العرس أن يتوقف.

يقول السيد علوي رحمه الله، وفى اليوم التالى حضرت كالعادة وليمة الزواج فوجدت الاب الحقيقي للعروس وقد ارتدى ثوبا جديدا وظهرت عليه آثار النعمة فما أن رآني حتى اقبل علي مسلما وهو يردد، ينصر دولتك، ينصر دولتك.

<<  <  ج: ص:  >  >>