هي التي اختص بها الله الشيخ محمد طاهر الكردى لأنه كان الخطاط الذى كتب القرآن الكريم في مكة المكرمة وهيأ الله تعالى لهذه النسخة التي كتبها أن تطبع في مكة المكرمة وتنشر منها لا في مكة وحدها ولا في المملكة العربية السعودية فحسب، وإنما في سائر بلاد الإسلام، فمصحف مكة المكرمة أصبح يطلب في جميع البلاد الإسلامية من اندنوسيا وباكستان والشرق الأقصى كله، إلى افريقيا كلها.
إن الشيخ طاهر كردى رجل محظوظ فالمصاحف التي كتبت في مكة المكرمة كثيرة وبعضها محفوظ في مكتبات مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكثير منها اجمل خطا من المصحف الذى كتبه الشيخ طاهر الكردى ولكن الله تعالى إذا أراد أمرا هيأ له الأسباب .. وقد هيا الله للمصحف الذى خطه الشيخ طاهر الكردي أسباب الذيوع والانتشار فتأسست له شركة خاصة قام أصحابها على اعداده للنشر واتخذوا الأسباب الكفيلة بهذا النشر حتى تم لهم الأمر بعد الجهد والنصب.
ولقد مضى على تأسيس شركة مصحف مكة المكرمة ما يقرب من أربعين عاما وهي توالى نشر الكتاب الكريم من مكة المكرمة وتستورد له المطابع الواحدة تلو الأخرى مسايرة تطور الطباعة في العصر الحديث، ولعلي لا أذيع سرا حينما اذكر أن شركة مصحف مكة المكرمة، لم تكتف بالمصحف الذى كتبه الشيخ طاهر الكردى وإنما عمدت إلى طبع مصاحف أخرى بخط اجمل كثيرا من خط الشيخ طاهر رحمه الله، كما استكتبت خطاطا شهيرا بجمال الخط واتقانه لكتابة مصحف لها، ولكن المصحف الذى كتبه الشيخ طاهر لا يزال يحتل مكانه في قلوب الناس، ويكفي أن نذكر أن شركة مصحف مكة قد قامت بطبع كمية من المصحف الذى كتبه الشيخ طاهر في حجم كبير جدا وجلدته تجليدا فاخرا وكانت هذه الطبعة ولا تزال تقدم هدية لجميع الملوك والرؤساء وكبار الزوار المسلمين القادمين إلى المملكة كما أنه يقدم من ضمن الهدايا المهتازة لكبار المسئولين السعوديين في زيارتهم للبلاد الإسلامية.