للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالتصدير، وذهبت أولا إلى إبراهيم عبد الهادي باشا وأخذ سكرتيره الرسالة ودخل بها إلى الوزير.

وعاد ليتصل أمامي تلفونيا بسكرتير وزير المالية وكان اسمه الأستاذ حسن الاعور ويوصيه بلسان الباشا بالاهتمام بالامر، وقابلت الأستاذ حسن الاعور في وزارة الماليه وسلمته كتاب الشيخ محمد سرور، فعاد ليتصل امامي بصندوق النقد الذي كان يقع في ميدان الاوبرا ويبلغهم توصية مكرم باشا وزير الماليه بعمل كل التسهيلات لتصدير الاكلشيهات الخاصة بالقرآن الكريم.

حصلت على الترخيص المطلوب في مدى ثلاثة أيام ولو لم يهئ الله الأسباب بزيارة المغفور له جلالة الملك عبد العزيز وحضور معالى الشيخ محمد سرور لربما استغرق الحصول على الترخيص الشهور الطوال.

أنه القرآن الكريم، وأنه تيسير الله تعالى للقائمين على نشره بين الناس، وحينما كنت أفكر في اجراءات التصدير خطر لي أن اختصر الوقت وضعت الاكلشيهات في حقيبة خاصة وأرسلت هذه الحقيبة ضمن حقائب الشيخ محمد سرور الذى كان من القائمين على ترتيب شئون الرحلة الملكية إلى مصر، ووصلت الحقيبة إلى مكة بسلام وأصبحت الاكلشيهات جاهرة للطبع، وكان المرحوم عبد الله باحمدين قد سافر إلى امريكا وتعاقد لشركة المصحف على شراء المطبعة الأولى التي سيطبع عليها القرآن الكريم في مكة المكرمة.

ووصلت المطبعة، وحدث أن السيد إبراهيم النورى رحمه الله احيل إلى المعاش بناءا على طلبه فوجدنا أنه اصلح الناس للقيام على إدارة شركة مصحف مكة المكرمة وهو الذى بذل جهدا مشكورا في تصحيح النسخة الخطية التي كتبها الشيخ طاهر كردى.

وهكذا سلمت مقاليد الشركة إلى السيد إبراهيم النورى رحمه الله لعد أن تم تأسيس الشركة بصورة قانونية، وكانت باكورة أعمالها طبع القرآن الكريم ونشره لأول مره في مكة المكرمة بعد أن تمت كتابته فيها، وهذه السابقة التاريخية العظيمة

<<  <  ج: ص:  >  >>