الاتفاق مع المصنع الذى يعمل الاكليشيهات حيث ترسل الصفحات التي يتم تصحيحها من الشيخ الضباع إلى المصنع فإذا تم عمل الزنكات طبعت عليها نماذج وأرسلت للشيخ مرة أخرى ليعيد تصحيحها، وتستمر هذه العملية إلى أن يتم عليها التصحيح النهائى للمصحف مع اتمام صنع الاكلشيهات، ثم تصدر الرخصه من مشيخة المقارئ المصرية بالطبع. مكثت بضعة شهور في مصر وأنا اتردد اسبوعيا وبعض الأحيان في كل ثلاثة أيام على الشيخ الضباع في بيته بالجيزة وعلى المصنع الذي يصنع الاكليشهات في شارع عبد العزيز وكان صاحب المصنع ارمنيا شهيرا بصناعة الحفر وقد جعلنا الأكليشهات بحجمين احدهما المقاس المتوسط العادي والثانى المقاس الصغير وتم التصحيح النهائى أخيرا بعد أن كادت اطارات السيارة الصغيرة الهيلمان التي تقلني إلى الجيزة وتعيدني منها كادت اطاراتها تذوب من كثرة الغدوُّ والرواح، وكانت السيارات كما كانت الاطارات عزيزه في أيام الحرب العالمية الثانية وغالية الاثمان. انتهت الاكليشهات وبدأت أفكر في الطريقة التي يمكن بها تصديرها من القاهرة إلى الحجاز وكانت القيود على التصدير بالغة الشدة وادركت أنني لو اتبعت الطرق المعتادة لتعبت بالغ التعب دون نتائج مفيدة.
وفي ذلك الوقت بالذات وصل جلالة المغفور له الملك عبد العزيز في زيارته الرسمية إلى مصر وكان بصحبته معالى الشيخ عبد الله السليمان وزير المالية الاسبق، وكذلك المرحوم الشيخ محمد سرور الصبان ورأيت أن الله تعالى قد هيأ الأسباب بهذه الزيارة الملكية لتصدير اكلشيهات المصحف دون عناء شرحت الأمر لمعالي الشيخ محمد سرور رحمه الله فقال لي أكتب ما تريد من الكتب بالتوصية على هذا الأمر وهاتها لتوقيعها، كان الشيخ محمد سرور الصبان تربطه صلة صداقة عظيمة بالسياسى المصرى المعروف إبراهيم عبد الهادى باشا وكان وزيرا من أبرز وزراء الوفد في ذلك العهد، وكتبت الكتاب المطلوب لإبراهيم باشا بلسان الشيخ محمد سرور اشرح له الوضعية، كما كتبت كتابا آخر بنفس المعنى إلى مكرم عبيد باشا وزير المالية، وكان هو الوزير المختص الذى تتبعه الجمارك والتراخيص الخاصة