استعرضت بعض مؤلفات الحضراوي وهي كثير، ولكني أخذت منها ما يُمثِّل الحياة السياسية والاجتماعية في الفترة التي عاشها الحضراوي في مكة المكرمة فنقلت ما سجَّلَه عن الولاة العثمانيين في الحجاز خلال النصف الثاني من القرن الثالث عشر، وما كان لهم من آثار في حياة مكة السياسية والاجتماعية، وأضفت إلى ذلك تلخيص كتابين للحضراوي أحدهما: عن مدينة جدة، والثاني: عن مدينة الطائف، وكلا الكتابين يتحدث عن نشأة هاتين المدينتين وما وقع فيهما من أحداث وخاصة في منتصف القرن الثالث عشر وأوائل القرن الرابع عشر الهجري، وبعض هذا الذى ذكره الحضراوي في كتابيه جديد على المثقفين فضلا عن جمهرة القراء، ذلك أن هذه الكتب المخطوطة ودراستها هي من عمل المتخصصين في هذه الدراسات.
هذا ما رأيت أن أذكره عن المخطوطات، ولا يفوتني أن أذكر ما استخلصته من كتاب الأستاذ أحمد السباعي عن تاريخ مكة، من الأوليات التي حدثت في مكة المكرمة، والأسماء القديمة لحارات مكة، ومعالمها والحوادث الطريفة والغريبة التي وقعت فيها، مما آمل أن يجد فيه القارئ بعض المتعة والفائدة، أما الأحداث السياسية في كتاب السباعي فلم أذكرها لأن الكتاب مطبوع ومتداول، وأود للقارئ أن يقرأه ليطَّلع على تاريخ مكة وأحداثها بقلم السباعي لا بقلمى.
ولقد كان من رأى بعض الأصدقاء أن أُفرغ جزءًا خاصًّا من أعلام الحجاز للحديث عن القرن الماضى أو بعض القرون الماضية ولكني وأقولها مخلصًا: إننى في تنقيبي عن تاريخ الحجاز وأعلامه كالباحث في الحفريات، إذا ظفر بشئ من آثار القرون الماضية أظهرها للناس، وتاريخ