للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنصارى" (١٣٦) وقد أورد الحضراوي أخبار هذه الفتنة بتفصيل أوضح مما ورد في موسوعة جدة وها نحن ننقل هنا ما أورده الحضراوي:

يقول الحضراوي: وفي مدته - محمود باشا - كانت مقاتلة أهل جدة مع من فيها من النصارى فقاموا عليهم وقتلوهم، وأسباب هذه الفتنة أن أولاد صالح جوهر تخاصموا مع بعضهم، فرفع على سفينته علم الدولة العثمانية، وكان أولاد صالح جوهر رعية للإِنجليز، فجاء القنصل الإِنجليزي إلى السفينة وأنزل الراية العثمانية ومزقها كسرها، وداس عليها بكنترته - حذائه - ورفع راية الإِنجليز على السفينة، فلما علم قائمقام جدة بما ذكر استشاط غضبًا، واستدعى محتسب جدة - رئيس البلدية - عبد الله أغافران، وقال له: "اجمع مائة من الحضارم بسلاحهم، ودعهم يمرون" أمام بيت القنصل لعله يرتهب، فلما اجتمعوا وتبعهم الرعاع والغوغاء، قامت البلد على ساق وانتشرت الفتنة بالاتفاق، وكان قد قدم إلى جدة مركب حربي فرنساوي ورسى في المرسى فأرسل نامق باشا لأهل المركب أنهم يرسلون - كَمْ قُلَّهْ - عددًا من القنابل على البلد من فوقها لإِرهاب المفسدين، ولقلة العساكر بجدة، فحين وقعت القنابل وإن كانت لم تصب أحدا، ولم تحدث حدثا، فرَّ الناس إلى مكة هاربين فنزل الباشا المذكور من مكة إلى جدة، وصحبته جملة من العلماء كشيخ الإِسلام مولانا الشيخ جمال شيخ عمر، والشيخ صديق كمال، والشيخ محمد جاد الله، والسيد علي نائب الحرم، وغيرهم - رحم الله الجميع -، وتدارك الأمر بعد التلاشى، ودبر إطفاء تلك الواقعة، وكان أهل جدة


(١٣٦) أعلام الحجاز: ص ٢١٨، ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>