للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوقعوا قتلًا ونهبًا وأسرًا في سائر النصارى القاطنين بها وغيرهم، فجمعوا جملة من أموالهم من الناس، وقتلوا نحو أثنى عشر رجلا، ممن وجب عليهم القتل، لأنهم قتلوا بإقرارهم، ونفوا نحو أربعين، وأفقدوا محتسبها المذكور عبد الله أغا محتسب، وأما قائمقام فأنكر كونه قال للمحتسب أجمع مائة من الخصام .. إلخ.

وقتلوا أيضا الشيخ سعيد العمودى كبير الحضارم، وكان رجلًا صالحًا ديّنًا.

وأستطع أن أعلق على ما أورده الحضراوي في شأن هذه الواقعة، بأن القائمقام الذي أوعز لرئيس البلدية - المحتسب - لتجميع الحضارم وإرسالهم بسلاحهم كقوة استعراضية أمام منزل القنصل الإنجليزي، هو الذي هيأ للعامة والغرغاء أن ينضموا إلى هذه القوة، وقد عرف الناس أن القنصل الإنجليزي أهان علم الدولة العثمانية، - وهو رمز الإِسلام عند المسلمين في ذلك الزمان - فأنزله من السفينة ومزقه ودهس عليه بحذائه، فثارت الغيرة الدينية في نفوسهم، فانطلقوا فقتلوا القنصل الإِنجليزي والفرنسي ومن استطاعوا الوصول إليهم من النصارى المقيمين بجدة ونهبوا أموالهم، والفتنة كالنار إذا شبت أخذت ما في طريقها، وكان الأولى بالقائمقام أن يتصرف بالحكمه، ويغلِّب جانب العقل، ولا يدخل العامة في معالجة هذه الأمور، وأغرب ما في القصة التي أوردها الحضراوي أن نامق باشا أوعز للبارجة الفرنسية بإلقاء بعض القنابل على المدينة للإرهاب بحيث لا يصيب الأهالي أو المباني. ونستطيع أن نستخلص من هذه الحادثة عدة أمور:

<<  <  ج: ص:  >  >>