للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وجرى لسويقة في عهد المتوكل سنة ٢٤٤ هـ مثلما جرى في عهد المنصور حينما ثار محمد بن صالح على العباسيين فسجنه المتوكل ثلاث سنين ثم أطلقه ومات في أيام المقتدر ..

والحديث عن ينبع النخل وأخبار الطالبيين بها كثيرة ليس هذا محل ذكرها، وقد خرج من ينبع الشريف قتادة الذي أسس دولة الأشراف في مكة في القرن السادس الهجري، وقد عظم أمر قتادة حتى خشيه العباسيون وطمح ببصره إلى المدينة فأراد الاستيلاء عليها وطمح ببصره إلى الخلافة وانتهى أمره باغتياله من فيل ابنه حسن الذي استولى على مُلك أبيه سنة ٦١٧ هـ (٢٤٣).

إن استقرار الطالبيين بينبع النخل وتوليهم الأمور فيها جعلهم يستعينون بسكان تلك الجهات من البوادي حتى قويت شوكتهم وحالفهم وانضم إليهم أفخاذٌ كثيرة من قبيلة جهينة وصاروا يعرفون ببنى إبراهيم، وقد صار لبنى إبراهيم صولة في القرن العاشر الهجري وما بعده (٢٤٤).

كان الأمن مختلا في الحجاز بسبب تسلط الأعراب على طرق الحج، ووضع الأمراء الضرائب على الحجاج وكذلك بسبب اختلاف الأمراء فيما بينهم ومحاولة انتزاع الإمارة من بعضهم البعض مما يطول


(٢٤٣) "تاريخ مكة" لأحمد السباعي، نقلا عن كتب تاريخية كثيرة: ص ٢٢٤ - ٢٣٠.
(٢٤٤) "بلاد ينبع" لحمد الجاسر: ص ٢٨، ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>