للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهجموا على القاضي، وإعانتهم العامة لما لحقهم من التعب، فهرب القاضي من سطح المدرسة فلم يجدوه، فنهبوا ما وجدوه، وأطلقوا البنادق على المدرسة، وجاءت طائفة من جماعة مولانا الشريف ودخلوا المسجد، ورموا في وسط الحرم، وتطاردوا ساعة، ودخل العسكر مدوسة المفتي عبد الله أفندي عتاقي زاده، على أهله وعياله، وأرادوا قتله، ففرَّ منهم، واستتر عنهم، ثم أخرجوهم من الحرم بعد قتل بعض العبيد، وقتل رجل في المسجد من الهنود، وعزَّل السوق.

ثم جاء من جهة الشريف محسن بن حسين السيد عبد الله بن سعيد، واجتمع بالشريف أحمد بن غالب، ثم خرج من عنده، وأرسل الشريف أحمد لجماعة الشريف محسن بن حسين يطلب منهم أن يعينوا له رجلا يودعه طرائفه، فعينوا له السيد أحمد بن سعيد، وطلب مهلة عشرين يومًا يتجهز فيها.

ولما كان ليلة الثلاثاء الثالث والعشرين من رجب خرج الشريف أحمد بن غالب إلى الحسينية قاصدًا جهة اليمن ومدة دولته سنة كاملة، وتسعة أشهر وعشرون يومًا (٢٥٣).

هذا ما ورد بشأن إمارة الشريف أحمد بن غالب في كتاب "أمراء البلد الحرام"، والواقع أن التنافس بين الأشراف كان يجعل الإمارة تنتقل من أمير إلى أمير ثم تعود إلى الأمير الأول، وقد أحصيت إمارة بعض الأمراء فوجدتها تتكرر المرة بعد المرة وإليك مثالًا لهذا التعدد:


(٢٥٣) "أمراء البلد الحرام" للسيد أحمد بن زيني دحلان: ص ١٥٠ - ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>