يا شريف نحن محافظون لمكة نذود عنها العدو، ونقاتل حتى نقتل، وأما الأشراف فهم بنو عمك لا ندخل بينكم، وأما الباشا فنسأله عما فعل، فإنه لا يفعل شيئًا من ذاته في بلد السلطان، فاتفق الأمر على أن يرسلوا إلى صاحب جدة رسولا من القاضي، وانقضى المجلس عن شناعة ظاهرة، فأرسل القاضي رسولا إلى صاحب جدة فعاد بلا مراد، وفي هذا اليوم أخرج الشريف بعض المدافع إلى جهة الشبيكة، وبعضها إلى جهة المعلاة، وبعضها إلى بركة ماجن من جهة اليمن في كل جهة مدفعان.
وفي ثامن عشر رجب جاء الخبر أن الشريف محسن بن حسين بن زيد ومن معه نزلوا الزاهر، وأن السيد أحمد بن سعيد بن مبارك بن شنبر في أول القوم، وأطلق الصنجق - رئيس اللواء أو رئيس حاملي الأسلحة - سبع مدافع لما نزل الزاهر.
فركب من بقي مع الشريف أحمد من الأشراف وغيرهم، وخرجوا إلى جرول ومعهم بيرق عسكر اليمن، وأخرج إلى جهة المعلى جماعة من العسكر، وجماعة إلى جهة البركة والشريف أحمد بن غالب في بيته.
وفي يوم السبت تاسع عشر رجب أرسل الشريف محسن بن حسين بن زيد جماعة من الأشراف فدخلوا مكة وقصدوا قاضي الشرع، واستدعوا رءوس البلوكات، وأظهروا صورة بيوردي باشدي، وطلبوا من القاضي تسجيله فامتنع، ومضمونه تولية الشريف محسن وطلب القاضي نفس البيوردي الباشدي.
وثارت الإنكشارية لعدم تنفيذ البيوردي الوارد صورته من الباشا،