وأرملة جاعت ثلاثين ليلة … وعشرا بها الخوف المبرح والعُدْم
وقد بلغ السيل الزبا وتصرمت … جحيم وغى قد ذاب من حَرِّها الجسم
خُذ الأمر بالمعروف واحكم بما ترى … وشمِّر لحسم الداء ينفعنا الحسم
رضينا بما ترضى من الأمر كله … لنا وعلينا لا إباءٌ ولا رَغْمُ
لك العفو والحلم الذي أنت أهله … ولكنَّ في العاصين لا يحمد الحلم
فما صنعوه غير خافٍ وظلمهم … شهيد عليه عندك العرب والعجم
فلا تلتفت للعذر منهم فإنه … بقايا خداع جرحه ليس يندمُّ
ولو صدقوا لم يستبدوا برأيهم … لأمرٍ فظيع عنده العار والذَّمُّ
ولكنهم في زعمهم أن حكمهم … إليهم ولا أمرٌ عليهم ولا حُكْمُ
وقالوا كثيرًا مثل هذا وإنه … قبيح وأولى من إعادته الكتم
لقد رضعوا دَرَّ الحرام وإنه … عسير عليهم بعد طول المدا الفطم
وأعظم بلوى نالت الناس إنها … تضام، ولا عند الملوك بها علم
يخافون فرمانا على غير موجب … إذا ما شكوا ظلمًا فكلهم بُكْم
إذا حاولوا الإنصاف لم يسعفوا به … كيف يُرجَّى العدل والحكم الخصم؟
بقيتم لنا يا أسرة الهدْي إنكم … مصابيح في الظلماء يمحى بها الظلم
جزى الله كل الخير حسن صنيعكم … وما فعل التدبير والحزم والجزم
إذا دام فينا حكمكم والتفاتكم … فكلَّ ليالينا وأيامنا سلم
لكم غرر الأفعال من كل صالح … على الناس يروي ذلك النثر والنظم
على جَدِّكم أزكى الصلاة وبعده … عليكم وفيكم يحسن البدء والختم (٢٦٠)
هذه القصيدة الطويلة التي تجاوزت أبياتها الستين بيتا توضحها رسالة مخطوطة عنوانها "الأخبار الغريبة" في ذكر ما وقع بطيبة الحبيبة،
(٢٦٠) ديوان البيتي: ص ٣٩ - ٤٣.