للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نفس الوقت يشترى الغاز بالجملة حيث يقوم أخوه الشيخ محمد صالح جمجوم على بيعه بالتفرقة في بيتهم التجارى كما كان يقوم بأعمال الدلالة بين التجار وهكذا وجد الشاب عبد الرؤوف نفسه ملزما بالعمل المتواصل من الصباح الباكر إلى منتصف الليل ليقوم بالإنفاق على هذه العائله الكبيرة التي تركها أبوه ولتربية إخوته وتعليمهم ولقد استمر على هذه الحال ثلاث سنوات ثم تولى العمل وكيلا لتجار مكة المكرمة بالدلالة يقوم بشراء البضائع لهم وتحميلها بالجمال إلى مكة المكرمة وكان يقوم بالعمل بمفرده مشتريا للبضائع ومشرفا على استئجار الجمال ثم تحميلها وعلى كتابة الرسائل المتعلقة بها إلى التجار المكيين وقيد حساباتهم في الدفاتر وهو عمل مضن يتولى القيام به عدة أناس ولكن عبد الرؤوف جمجوم وجد نفسه متحملا مسؤوليات عظيمة وهو في هذه السن الباكرة فاضطر أن يجعل من نفسه وكيلا يقوم بكافة الأعمال في وقت واحد.

وعلى ذكر البيوت التجارية أود أن أذكر أن البيوت التجارية في جدة كانت عبارة عن مدارس صمغيرة يتعلم فيها الطلبة أعمال الحسابات التجارية حيث يعملون كتاب حسابات للتجار يمسكون دفاترهم (على طريقة الدوبيا) وبعد سنوات طويلة يتحول قدامى الكتبة التجاريين إلى تجار وقد حذقوا أثناء عملهم الطويل في البيوت التجارية أعمال التجارة نفسها ولقد كان بيت المرحوم الشيخ محمد بن حمد - والد الشيخ أحمد بن حمد التاجر المعروف حاليا - من أبرز البيوت التي يلتحق بها التلاميذ التجاريون إن صح هذا التعبير ولقد التحقت شخصيا كتلميذ في هذا البيت وأول ما كنا نتعلمه هناك هو القيد في دفتر الخرطوش، وهو دفتر صغير تسجل فيه الأعمال اليومية للمبيعات ثم ينقل منه إلى القيد في دفتر اليومية الدفتر الكبير، كما تعلمنا فيه كتابة التحارير التجارية وتتم بأن مجلس الكاتب بين يدى التاجر فيملى عليه الرسائل إلى العملاء مبتدئا بافتتاح الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>