للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيض يا قوتي العيون أفْرَق … مثل الحمام صادِحٌ مُطَوَّقُ

يعرف عرف الفجر قبل يطرق … يَشُمْ بأنفه وينشق

ويعرف الأوقات في النهار

له اطلاع بدقيقات الفلك … وسير كل كوكب أنَّى سلك

ما قطُّ خَلَّى واجبًا ولا ترك … يصطاد أوقات الزمان في شرك

حرصًا على خدمة أهل الدار

أبلق من أبناء ديك العرش … يسعى على هام بنات نعش

تحسده الغز إذا ما يمشي … وألف غرش فوق ألف غرش

قليلة في الريش والمنقار

أكرم به من أبلج المحيا … ظامي التوالي والصدور ريَّا

كأنما في رِجْلِه الثُّريا … كأنما في عينة الحُمَيَّا

فإنه بالتيه في حُمَّار

له انتهى التحرير والحساب … ودانت الحُسَّاب والكُتَّاب

كأنه في ضبطه الميكاب … كأنه في وزنه اسطرلاب

كأنه جهينة الأخبار

كأنه في صوته مزمار … كأنما في لحنه أوتار

كأنَّ ذاك العُرْف جُلَّنارُ … أو وردة أو أنَّه بَهَارُ (٢٩٠)

أو الشقيق راق للأبصار

إذا تغنَّى بالجِناح يضرب … يمدُّه طورًا وطورًا يَجْذُب

فيصدع القلب هوى ويُطربُ … فهو فقيه شاعر ومُعْرِب

وصدره سفينة الأشعار


(٢٩٠) البهار في اللغة الأردية هو الورد.

<<  <  ج: ص:  >  >>