للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في غرة محرم سنة ١٣٣٦ هـ، وطلبت إليه إدارة المدرسة الانضمام إلى هيئة التدريس بها فأصبح من مدرسيها (٣١٥)، ولم يكتف الشاب حسن المشاط بما تعلَّمه في المدرسة الصولتية، ولكنه كان يترقب العُلماء الوافدين إلى مكة المكرمة فيأخذ عنهم، طيلة إقامتهم في البلد الحرام.

يقول عن نفسه:

قدم العلامة الشيخ حمدان بن سيدي حمد الجزائري الونيسي القسنطينى مكة المشرفة حاجا عام ١٣٣٧ هـ، وتشرفت بالاجتماع به وقرأت عليه من أول مختصر خليل بمكة وبمنى أيام الحج وبعد النزول، ومكث بها إلى نهاية ذي الحجة ومحرم الحرام، وانتفعت منه الشئ الكثير (٣١٦).

وهذا الحرص من طالب العلم إن دلَّ على شئ فإنما يدل على الرغبة الشديدة في الطلب، فهو يواصل الطلب حتى في أيام التشريق بمنى، لا يصرفه عن ذلك ما يصرف غيره من انشغال بأداء المناسك، وإنما هو يضع هَمَّه كله في تحقيق الغاية التي يسعى إليها فيذلل الصعاب، ويتحمل المشاق ليبلغ ما يريد.

ويروي قصة تلقيه العلم من عالم آخر هو الشيخ محمد عبد الله زيدان الذي توطن المدينة ثم غادرها خلال الحرب العالمية الأولى


(٣١٥) كتاب "الجواهر الثمينة" للشيخ حسن المشاط، ترجمة المؤلف بقلم الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان محقق الكتاب: ص ١٩.
(٣١٦) "الجواهر الثمينة" نقلًا عن مذكرات الشيخ حسن المشاط: ص ٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>