للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول الشيخ محمد زين: ونحن على يقين من أن هذا الإنتشار الهائل السريع كله - بفضل الله تعالى - ثم بركة ترادف دعوات شيخنا وإمامنا وحسن إرشاداته وجميل توجيهاته.

وأريد أن أقف مع القاريء قليلا لنتأمل نتائج هذا العمل الطيب الذي وضعت بذرته الأولى في رحاب البيت الحرام، ثم انتقلت إلى غرب أندونسيا بعيدا عن مكة المكرمة آلاف الأميال لتُغْرس في أرضها الطيبة أربعمائة مدرسة تعكف على تعليم أبناء وبنات المسلمين في تلك الديار فتحتضنهم من الابتدائية إلى الكليات والمعاهد العالية المتخصصة، وهذا العمل الطيب ليس الأول من نوعه، فإن صلة البلاد الإسلامية وخاصة بلاد الشرق الإسلامي بمكة المكرمة، وعلمائها قديمة، ولقد أنشئت المدرسة الصوليتية بمكة لتعليم أبناء مسلمي الهند فيها فإذا أتموا تعليمهم عادوا إلى بلادهم لينشروا فيها العلم، ويقاوموا فيها التبشير المسيحي الذي يهدد أبناء المسلمين وبناتهم (٣٢٠) أما بالنسبة لبلاد أندونسيا وماليزيا فإن الأندونسيين يرسلون أبناءهم لتلقي العلم فيها على يد علماء مكة المكرمة، كما كنا نرسل أبناءنا إلى مصر ولبنان في الماضي، وكما نرسلهم إلى أمريكا وأوربا في الوقت الحاضر لتلقي العلم هناك، كان الأندونسيون يرسلون أبناءهم لتلقي العلم على يد العُلماء في المسجد الحرام، وكان هؤلاء العُلماء يرعون هؤلاء التلاميذ الرعاية الأبوية الكاملة، ولا تزال بعض الأسر المكية تقوم بهذا العمل الطيب لرعاية الطلبة الأندونسيين


(٣٢٠) انظر: ترجمة الشيخ محمد رحمة الله العثماني مؤسس المدرسة الصوليتية بمكة من أعلام الحجاز (ج ٢): ص ٢٨٦ - ٣١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>