وتعليمهم، وتَفَقُّد شئونهم حتى يُتمُّوا تعليمهم، مثل أسرة اليماني، والمالكي وغيرهم من علماء مكة المكرمة، وبعضهم يخصص لهم الأماكن في منازلهم للمعيشة فيها ويتولون السهر على شئونهم جزاهم الله خير الجزاء، ولقد قام الشيخ أحمد حسن المشاط نجل الشيخ حسن المشاط بما كان يقوم به والده الكريم من رعاية لهؤلاء التلاميذ واهتمام بشئونهم جزاه الله خير الجزاء.
وما أذكره في هذا الصدد أن سائقًا أندونسيا كان يعمل عندي في منزلي بجدة وكان هذا قبل أكثر من ثلث قرن، وكنت مسرورا من عمله فقد كان يجمع بين الأمانة والنشاط وهؤلاء الأندونسيون مشهورون بالأمانة والنظافة، انقطع هذا السائق عن العمل فجأة دون إنذار، وكنت في عجب من أمر انقطاعه فلم يحدث ما ولا منه ما يوجب هذا الانقطاع، وطال انقطاعه أياما ثم علمت أن أباه حضر من أندونسيا حينما علم أنه انقطع عن الدراسة في مكة وانتقل للعمل في مدينة جدة، كان هذا الأب قد أرسل ابنه إلى مكة لتلقي العلم في المسجد الحرام والعودة إلى أندونسيا للاشتغال بالعلم والتعليم ولكن هذا الابن لسبب أو لآخر آثر العمل على العلم، وما أن علم الأب بذلك حتى حضر إلى الحجاز ليعيد ابنه إلى جادة الصَّواب، وكان هذا الابن خائفا من بطش والده به أشدَّ الخوف كما علمت.
وقد أورد الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان أسماء أعلام الرجال الذين تلقوا العلم على يد الشيخ حسن المشاط كما وردت في الرسالة الخاصة التي تلقاها من الشيخ محمد زين الدين عبد الحميد الانفتاني والتي يقول فيها: