(١١)"حكم الشريعة المحمدية في تعليم المسلمين أولادهم بالمدارس الأجنبية"، تم تأليف هذا الكتاب في عام ١٣٧٣ هـ وطبع طبعته الأولى بمطابع المدني بمصر عام ١٣٨٥ هـ، والكتاب عبارة عن رسالة صغيرة تقع في أربعين صفحة أراد المؤلف أن يبين فيها مخاطر تعليم أبناء المسلمين في المدارس الأجنبية وخاصة تلك المدارس التي تنتسب إلى الإرساليات الدينية، والتي تتبع المذهب العلماني فتبعد الدروس الدينية عن مناهجها.
وأود أن أذكر بمناسبة هذه الرسالة تجربة مررت بها بالنسبة لتعليم أولادي، وكانت فكرة إلحاق الأولاد بالمدارس الأجنبية قد انتشرت في البلاد وكان هذا قبل أكثر من ثلث قرن، كنت في مصر فنصح لي بعضهم بإلحاق ابني بمدرسة أجنبية في مصر الجديدة وقابلت مدير المدرسة، وبعد أن عرفت منه شروط الالتحاق ومتطلباته، قلت له: إن ابني صغير السن، وأنا حريص على أن يتعلم لغته ودينه فقال لي: إنني أحترم الرجل الذي يحترم لغته ودينه، ولكن نظام مدرستنا لا يسمح بذلك .. فانصرفت عن المدرسة، ثم نصح لي الناصحون بإلحاق أبنائي بمدارس فكتوريا بالمعادي، وأثنوا عليها ثناءًا عاطرًا، وألحقت ابني وبنتي بها لعام واحد، في القسم الداخلي وتركت والدتهم في مصر زمنا للإشراف عليهم والاطمئنان إلى شئونهم، ولكني لم أكن مطمئن القلب إلى صحة تصرفي وجاء الحاج محمد علي زينل رضا - رحمة الله - إلى جدة وتفضل بزيارتي في مكتبي، كنت أضع صورة ابني وبنتي في المكتب، وكان يعرفهما، وبما فطر عليه من التواضع والمودة سألني عنهما، وحينما علم أنهما في كلية فكتوريا نظر إليَّ باستنكار وقال معاتبًا: أنت تفعل هذا ونحن نعلق